هو الله تعالى
Shafi 1
هو الله تعالى هذا شرح الأسماء المعروفة بالجوشن الكبير للعالم العامد والفاضل الكامل قدوة المتبحرين وزبدة الحكماء المتألهين قبلة أولياء العرفان و نخبة أصفياء البرهان فيلسوف العصر أفلاطون الدهر البحر المواج والسراج الوهاج الفهام العلام المولى القمقام التابع لمرضات ربه الباري الحاج ملا هادي السبزواري شكر الله سعيه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على أفضل المصلين وأشرف الداعين وآله الذين هم أهل الذكر أجمعين وبعد فيقول المفتاق إلى رحمة الباري الهادي ابن المهدى السبزواري كثيرا، كان يختلج بخاطر الحقير ان اشرح الدعاء المعروف بالجوشن الكبير لان الأدعية المأثورة وإن كانت كلها أنوارا لا ينبغي ترجيح بعضها على بعض لكونها كالحلقة المفرغة الا انها تتفاوت بحسب مقامات الداعين وأحوال الذاكرين فكان يعجبني بعد غوره وحسن طوره لخلوه عن كثرة التعرض للأغراض وجلب الأعواض وعن كثرة التوجه إلى الانائة وإن كان هذه أيضا بوجه حسنة ولان الكل لما كانت مظاهر أسمائه الحسنى ومجالى صفاته العليا كان شرحه كأنه شرح الكل كما ترى الآيات والأدعية غير خالية عنها وانى كنت في بعض أوقات تذكري موزعا إياه فكنت تاليا في كل وقت حسب ما كان متعير إلى وكنت أيضا في بعض الأوقات مدرجا بعض فصوله السنية في قنوت بعض صلواتي مسقطا للفقرة التي هي الغوث الغوث خلصنا من النار يا رب لكن لا بعنوان التصرف في المأثور بل بعنوان اجراء صفاته العليا وذكر أسمائه الحسنى وإذ كان له في باب التوحيد على حق كبير شمرت عن ساق الجد مجترئا على هذا الامر الخطير مستمدا من الفياض القدير الذي لا شريك له ولا وزير ولا شبيه له
Shafi 2
ولا نظير وها انا أخوض في المقصود فأقول بسم الله الرحمن الرحيم قول الداعي اللهم أصله يا الله حذفت كلمة يا وعوض عنها الميم المشددة وأحرف النداء قد تنحذف كمثل ربنا ومثل يوسف والسر في الحذف هنا ان يا بحساب الجمل أحد عشر واسم هو الذي قالوا إنه أعظم الأسماء أيضا أحد عشر فهو بحسب الباطن مع جميع الأسماء المدعوة بكلمة يا فحذفت هنا إشارة إلى كونهما واحدا قل هو الله أحد وفى الحديث التوحيد الحق هو الله والقائم به رسول الله والحافظ له نحن والتابع فيه شيعتنا ويرشدك إليه ان من جمع هذه المرتبة من العدد التي يستخرج منها اسم هو مع الاعداد السابقة يحصل ست وستون وهو عدد اسم الله ويقربك أيضا ان حروف الله زبره وبيناته أحد عشر والسر في التعويض الإشارة إلى الاستخلاف فان الميم مفتاح اسم الخاتم وخاتم اسم آدم فخلافة ميم عن ياء التي علمت أنها بحسب الروح هو حاكية عن خلافة الانسان الكامل عن الله تعالى قال الله تعالى انى جاعل في الأرض خليفة وقال صلى الله عليه وآله من رآني فقد رأى الحق والسر في التشديد ان في اسم محمد صلى الله عليه وآله ميمين أحدهما ميم الملك والاخر ميم الملكوت أودعهما الله تعالى في اسم حبيبه ايماء إلى أن عنده سر الملك والملكوت ولكون الميم حرف الانسان الكامل كان تفسير حم انه حق محمد أي على حق انى اثبات الآنية وإن كان من أعظم الخطايا كما قيل وجودك ذنب لا يقاس به ذنب وقيل بيني وبينك انى ينازعني فارفع بلطفك انى من البين الا انه لما كان حسنات الأبرار سيئات المقربين حيث كان دايرة التكليف يدور على مركز العقل ورحاه يتحرك على قطب العلم وفى كل بحسبه فكل من كان أعقل كان تكليفه أشكل وكل من كان اجهل كان تكليفه أسهل كما قال تعالى في كتابه العزيز يا نساء النبي لستن كأحد من النساء الآية فهو لابد منه في بدو الامر إذ المجاز قنطرة الحقيقة ومعلوم انه بعد الوصول إلى كعبة المراد يصير الاشتغال بالمزاد وبالا والوصول لا يتيسر لسانا فقط بل حالا ومقاما وعلما وعينا وحقا فالداعي الحقيقي ينبغي ان يشير بانا وانى وأمثالهما إلى نفسه بما هو عبده ومضاف إليه وموجود به لا بما هو نفسه لأنه من هذه الجهة باطل أسئلك السؤال يستعمل في الداني بالنسبة إلى العالي والالتماس في المساوى الا انه في العرف اشتهر بعكس ذلك والدنائة أيضا كالانائيه الا انه لابد منه كما مر بسمك انطواء الألف التي هي
Shafi 3
حرف الذات في الباء التي هي حرف العقل إشارة إلى أن العلة حد تام للمعلول كما أن المعلول حد ناقص للعلة وان ما هو في الهويات هو لم هو كما أن ما هو فيها هو هل هو فكما ان المهيات لا يتصور بدون علل القوام كك الهويات لا يتحقق بدون علل الوجود كما لا ظهور للهيته في العقل بدون مقومها العقلي كذلك لا نورية للهوية بدون قيومها العيني فالظهور أولا وبالذات للعلا وثانيا وبالعرض للمعلول ولذا قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما رأيت شيئا الا ورأيت الله قبله على بعض الوجوه بل لما كان الامكان لازم المهية لا ينفك عنها ابدا وهي في حال الوجود يصدق على نفسها وفى حال العدم لا يصدق نفسها على نفسها كانت بذاتها مظلمة لا نورية لها الله نور السماوات والأرض وبنفسها مختفية لا ظهور لها هو الأول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم وقد تقرر عند علماء المعاني ان المسند المعرف باللام مقصور على المسند إليه نحو زيد الأمير ان قلت فالمناسب انطواء حرف العقل في حرف الذات بعكس ما ذكرت قلت الظهور انما هو لنوره الفعلي واما ذاته فهى المحجبة من فرط نوره استتر بشعاع نوره عن نواظر خلقه فاسمه تعالى الظاهر معناه ذات له الظهور فقولنا ذات إشارة إلى مرتبة غيب الغيوب والظهور إشارة إلى نوره الفعلي الذي أشرقت به السماوات والأرضون ولذا فسر المعصوم (ع) قوله تعالى الله نور السماوات بمنور السماوات والأرض وهذا بوجه مقرب كالأبيض فان الأبيض الحقيقي نفس البياض والأبيض المشهوري هو الجسم والوجه المبعد ان الجسم مجاز أبيض لصحة السلب في مرتبة ذاته ولكن مجازا برهانيا وهو حقيقة عرفية بخلاف ما نحن فيه فان الذات المقدسة أيضا كنوره الفعلي ظاهر بالحقيقة الا انه ظاهر بذاته لذاته على ذاته ونوره الفعلي ظاهر في مجالي صور أسمائه وصفاته فظهور العقل الكلى انما هو ظهور نوره تعالى الفعلي لان العقول بل النفوس كما قال شيخ الاشراق شهاب الدين السهروردي كلها وجود بلا مهية باقية ببقاء الله كما أشار (ع) في حديث كميل وفى حديث الأعرابي في بعض مراتب النفس ولا تستبعدن كون النفس وجودا بلا مهية إذ ليس لها حد يقف في مراتب الكمال فكل مرتبة يصل إليها يتجاوز عنها فلا سكون وطمأنينة لها الا بذكر الله تطمئن القلوب وكل حد من الفعلية يحصل لها تكسرها خلق الانسان ضعيفا وكل حياة يفيض عليها تميتها اقتلوا أنفسكم فتوبوا إلى بارئكم فهى شعلة ملكوتية لا تخمد نارها
Shafi 4
ولمعة جبروتية لا يطفى نورها ولا سيما النفس المقدسة الختمية التي أخبرت عن مقامها في النبوي للشهور لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل فمرادنا بالانطواء ليس انطواء ظهور نور الحق تعالى في ظهور الخلق لان الامر بالعكس كانطواء أنوار الكواكب في نور الشمس بوجه بل مرادنا ان شيئية الشئ بتمامه لا بنقصه كما قال المنطقيون الحد الأخير في الحد هو الحد الوسط في البرهان وفى الحديث المروى عن صادق الال عليه سلام الله المتعال العبودية جوهرة كنهها الربوبية من عرف نفسه فقد عرف ربه وانه في الحقيقة نوره الذاتي منطو في نوره الفعلي وفى الكشاف والبيضاوي وغير هما طولت الباء عوضا عن الألف أقول لما كان للشئ وجود كتبي ووجود لفظي ووجود ذهني ووجود عيني فالوجود الكتبي للقيوم مثلا هو هذا النقش المعروف من حيث هو آلة اللحاظ والوجود اللفظي له هو هذا الصوت المعهود من الحيثية المذكورة والوجود الذهني له هو الصورة العقلية له الحاكية عن ذي الصورة الخارجية والوجود العيني له مرتبتان إحديهما الوجود المطلق المنبسط الذي هو صنع الله الذي كل شئ قائم به قيام عنه لا قيام فيه يعنى قيام صدور لا قيام حلول والاخرى قيومية الوجود الحق للوجود المطلق كانت العوالم متطابقة والمراتب متحاكية كان هذا الطول إشارة إلى العروج العيني إلى مقام الفنا بعد نزوله إلى مقام التعين بالنقطة كما ورد عن علي (ع) انا النقطة تحت الباء وورد عن الكمل بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تميز العابد عن المعبود فالمراد بالنقطة هو الامكان وبالباء هو الصادر الأول وقيام الباء في الصورة مقام الألف إشارة إلى خلافة العقل الكلى الذي هو الانسان الكامل الختمي صلى الله عليه وآله في السلسلة الصعودية عن الله تعالى والى الترفع والعروج أشار ابن الفارض (س) بقوله فلو كنت لي من نقطة الباء خفضة * رفعت إلى ما لم تنله بحيلة والى الفناء والاستخلاف أشار بقوله فلم تهوني ما لم تكن في فانيا * ولمن تفن ما لم تجتلى فيك صورتي ثم الألف من الحروف النورانية والباء من الحروف الظلمانية والحروف النورانية هي الحروف المقطعة التي هي فواتح السور وبعد حذف المكررات يصير تركيبها هكذا صراط على حق نمسكه أو صراط حق على نمسكه وانما سميت نورانية وما عداها ظلمانية لأنه لم يخل اسم من أسماء الله تعالى منها غير اسم الودود بخلاف الظلمانية إذ لم يتألف منها اسم من أسمائه بلا امتزاج من النورانية غير ذلك الاسم المذكور ففي انطواء الألف التي من الحروف النورانية في الباء التي من
Shafi 5
الحروف الظلمانية إشارة إلى أن باطن عالم الظلمات والغواسق هو النور الله ولى الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور وقد ورد ان لكل كتاب سر وسر القران في الحروف المقطعة يا الله يعنى الذات المستجمعة بجميع الكمالات والخيرات لأنه تعالى لما كمان صرف الكمال ومحض الخير فلو كان فاقدا لكمال وخير من حيث هما كمال وخير لتركب ذاته من الكمال والخير وفقد هما فتحقق فيه شئ وشئ هف لأنه بسيط الحقيقة وصرف الكمال ولا ميز في صرف الشئ إذ الشئ لا يتثنى ولا يتكرر بنفسه كما قال الحكما صرف الوجود الذي لا أتم منه كلما فرضت ثانيا له فهو لا غيره ان قلت الفقد والسلب أو العدم أو ما شئت فسمه ليس شئ يحاذيه حتى يستلزم التركيب قلت شر التراكيب هو التركيب من الايجاب والسلب إذا كان ذلك السلب سلب الكمال لا سلب النقص لأنه سلب السلب فيرجع إلى الاثبات بل إن سئلت الحق فلا تركيب الا هو إذ التركيب يستدعى سنخين وهو لا يكون الا فيما كان لاحد هما ما يحاذيه ولا يكون للاخر كالوجود والعدم والعلم والجهل البسيط مثلا حيث لا يحاذي الثاني شئ فلو كان للاخر أيضا ما يحاذيه والوجود مقول بالتشكيك لم يتحقق سنخان واما بحسب المهية فيرجع إلى اعتبار العدم يا رحمن يا رحيم عن أمير المؤمنين (ع) الرحمن الذي يرحم ببسطه الرزق علينا وفى رواية العاطف على خلقه بالرزق ولم يقطع عنهم مواد رزقه وان انقطعوا عن طاعته والرحيم العاطف علينا في أدياننا ودنيانا واخرتنا خفف علينا الدين وجعله سهلا خفيفا وهو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه اعلم أن رزق كل مخلوق ما به قوام وجوده وكماله اللايق به فرزق البدن ما به نشوه وكماله ورزق الحس ادراك المحسوسات ورزق الخيال ادراك الخياليات من الصور والأشباح المجردة عن المادة دون المقدار ورزق الوهم المعاني الجزئية ورزق العقل المعاني الكلية والعلوم الحقة من المعارف المبدئية والمعادية وفى السماء رزقكم فالرزق في كل بحسبه وقيل بالفارسية جمله عالم اكل ومأكول دان بل ليس منحصرا في الكمالات الثانية بل الكمال الأول الذي هو وجود كل مهية رزقها اللايق بحالها وقال الصادق (ع) الرحمن اسم خاص لصفة عامة والرحيم اسم عام لصفة خاصة أقول وانما كان الأول اسما خاصا والثاني اسما عاما لان الأول من أسمائه تعالى الخاصة به لا يطلق على غيره بخلاف الثاني واما عموم الصفة في الأول وخصوصها في الثاني فلانه كما قال العرفاء الإلهيون
Shafi 6
الرحمن اسم للحق تعالى باعتبار الجمعية الأسمائية التي في الحضرة الإلهية الفايض منه الوجود وما يتبعه من الكمالات على جميع الممكنات والرحيم اسم له باعتبار فيضان الكمالات المعنوية على أهل الايمان كالمعرفة والتوحيد بيان ذلك ان للوجود مراتب الوجود الحق والوجود المطلق والوجود المقيد فالوجود الحق هو الوجود المجرد عن جميع الألقاب والأوصاف والنعوت حتى عن هذا الوصف والوجود المقيد اثره كوجود الملك والفلك والوجود المطلق هو فعله وصنعه وفى كل بحسبه وبذاته لا عقل ولا نفس ولا مثال ولا طبع ولما كان بذاته عاريا عن احكام المهيات والأعيان يسمى بالفيض المقدس كما أن ظهور الذات بالأسماء والصفات في المرتبة الواحدية يسمى بالفيض الأقدس وهذا الوجود المطلق عرش الرحمن والماء الذي به حياة كل شئ وكلمة كن التي أشار إليها أمير الموحدين في خطب نهج البلاغة بقوله انما يقول لما أراد كونه كن فيكون لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع وانما كلامه سبحانه فعله ويسمى برزخ البرازخ والحقيقة المحمدية والنفس الرحماني والرحمة الواسعة المشار إليها في دعاء كميل اللهم إني أسئلك برحمتك التي وسعت كل شئ ووجه الله الباقي بعد فناء كل شئ وما ورد ان كلام الله لا خالق ولا مخلوق إشارة إلى هذا فان العقل الصريح والبرهان الصحيح يدلنا على التثليث الآمر والامر والمؤتمر والصانع والصنع والمصنوع فالمتكلم هو الموجود الحق وكلمة كن تعبير عن هذا الوجود المطلق ويكون تعبير عن الوجود المقيد والمهية ولما كان برزخا بين الطرفين لم يكن صانعا ولا مصنوعا بل صنعا ولما كان كالمعنى الحرفي لم يصر موضوعا لحكم بل هو داخل في صقع الربوبية بل الحروف أطلقت على مرتبة منه أعني العقول في العيون مخاطبا لعمران المتكلم الصابي بقوله (ع) اعلم أن لا بداع والمشية والإرادة معناها واحد وأسماؤها ثلثة وكان أول ابداعه ومشيته و ارادته الحروف التي جعلها أصلا لكل شئ ودليلا على كل مدرك وفاصلا لكل مشكل وبتلك الحروف تعرف كل شئ من اسم حق وباطل وفاعل أو مفعول ومعنى أو غير معنى وعليها اجتمعت الأمور كلها ولم يجعل للحروف في ابداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى ولا وجود لها لأنها مبدعة بالابداع فأقول مستمدا من جنابهم إذ عطاياهم لا يحمل الا مطاياهم الابداع والمشية والإرادة هذا الوجود الذي نتكلم فيه كما ورد ان الله خلق المشية بنفسها
Shafi 7
وخلق الأشياء بالمشية حيث إن الأعيان الثابتة والمهيات الامكانية خلقت بهذا الوجود فإنها كما احتاجت إلى الحيثية التعليلية في حمل الوجود عليها كذلك احتاجت إلى الحيثية التقييدية والواسطة في العروض بخلاف الوجود إذ لا يحتاج إلى الحيثية التقييدية والواسطة في العروض وقوله (ع) وعليها اجتمعت الأمور كلها إشارة إلى أن كلا منها كلمة تامة جامعة لكل كمال وخير بنحو البساطة كما قال أرسطا طاليس الحكيم العالم الاعلى هو الحي التام الذي فيه جميع الأشياء لأنه أبدع من المبدع الأول التام ففيه كل نفس وكل عقل وليس هناك فقد ولا حاجة البتة لان الأشياء التي هناك كلها مملوة غنى وحياة وكأنها حياة تغلى وتفور وجرى حياة تلك الأشياء انما تنبع من عين واحدة وقال أيضا ان كل صورة طبيعية في هذا العالم فهى في ذلك العالم الا انها هناك نبوع أفضل وأعلى وذلك انها ههنا متعلقه بالهيولي وهي هناك بلا هيولى وكل صورة طبيعية ههنا فهى صنم لصور التي هناك الشبيهة بها انتهى كلام الفيلسوف وقوله (ع) ولم يجعل للحروف في ابداعه لها معنى غير أنفسها إشارة إلى بساطتها حيث ذكرنا انها أنوار صرفه بلا مهية كما قال شيخ الاشراق وقوله (ع) يتناهى باعتبار ان فوق مرتبتها مرتبة نور الأنوار فإنه تعالى فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى عدة ومدة وشدة الا انه بكل شئ محيط وقوله (ع) لا وجود لها باعتبار فنائها عن ذواتها واستهلاكها في بحر نور الأحدية وهيمانها في مشاهدة جماله وجلاله كما ورد ان الله أرضا بيضاء مشحونة خلقا يعبدون الله ويسبحونه ويهللونه ولا يعلمون ان الله خلق ادم ولا إبليس ثم نقول وهذا الوجود هو الاسم المكنون المخزون المشار إليه في حديث مروى عن أبي عبد الله (ع) ان الله تعالى خلق اسما بالحرف غير مصوت وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجتد وبالتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ منفى عنه الأقطار مبعد عنه الحدود محجوب عنه حس كل متوهم مستتر غير مستور فجعله كلمة تامة على أربعة اجزاء معا ليس واحد منها قبل الأخر فاظهر منها ثلثة أسماء لفاقة الخلق إليها وحجب واحد منها وهو الاسم المكنون المخزون أقول الثلاثة التي أظهرها التي أظهرها لفاقة الخلق الوجود الذي إفاضة على الجبروت والملكوت والناسوت فان كليات العوالم ثلثة وكون هذا الاسم المكنون
Shafi 8
المخزون واحدا كما أشار إليه الحق تعالى أيضا في كتابه المجيد بقوله وما امرنا الا واحدة لأنه كما يرشدك إليه تسميته بالفيض المقدس بذاته منزه عن التعينات والتقيدات والتنوعات التي باعتبار المهيات فهو كالشعلة الجوالة والحركة التوسطية التي باعتبار تجدد نسبتها إلى حدود المسافة راسمة للحركة القطعية وبذاتها أمر ثابت بسيط وكالواحد الذي جميع مراتب الاعداد منازله فان تكثر شيئية المفاهيم واختلاف شيئية نفس المهيات انما هو باعتبار انضمام مفهوم إلى مفهوم كما في انضمام الجوهر والقابل الابعاد والنامي والحساس مثلا ولو لم يكن تغاير بحسب الحقيقة فلا أقل من نوع ما من الاعتبار كما في المهيات البسيطة كالهيولي فيقال في حدها انها جوهر وحده إذ لو كان هنا انضمام مفهوم وحده حقيقة لم يكن الهيولي جوهرا وحده ولم يكن جنسها مضمنا في فصلها وفصلها مضمنا في جنسها ولم يكن التغاير بين الجنس والمادة بمجرد اعتبار لا بشرط وبشرط لا والتوالي بأسرها باطلة فقيد وحده مأخوذ لبيان انها نفس الجوهر فقط وهذا بخلاف مفهوم الواحد لا بشرط الذي هو بمنزلة الجنس للاعداد أو في الاثنين مثلا لم ينضم إلى مفهوم الواحد مفهوم اخر بل التكرر في لحاظ الذهن إياه وهو وجوده الذهني وكلامنا في نفس شيئية المهية ولذا يقال الاعداد أمور اعتبارية وانها غير متناهية لا يقفية وانها تحصل من تكرر الواحد إما الأول فلانك إذا اعتبرت مفهوم الواحد مرتين يحصل اثنان وان اعتبرت ثلاث مرات يحصل ثلثه وهكذا واما الثاني فلان اعتبار المعتبر ينقطع اخر الامر لان القوى الجسمانية متناهية التأثير والتاثر واما الثالث فلانك علمت أنه لم ينضم مفهوم اخر إلى مفهوم الواحد في جميع مراتب العدد فظهر ان التكرر في لحاظات الذهن وتصوراته لذلك المفهوم الواحد مع أن لكل نوع منها اثرا خاصا وتحقق اختلاف نوعي بينها فشيئيته مفهوم الواحد في شيئيات مفاهيم الاعداد كحقيقة هذا الوجود في الوجودات ولهذا المعنى قال سيد الساجدين وزين الموحدين (ع) يا إلهي لك وحدانية العدد وأيضا هو كالوفق في الاعداد إذ في كل لوح من ثلاثة في ثلثه إلى مأة في مأة وما فوقها الوفق هو السائر في جميع الأضلاع الطولية والعرضية والأقطار بالصور المتفننة والهيئات المتشتتة وكالنفس الانساني الساري في الحروف ولهذا سموه بالنفس الرحماني كما مر يا كريم الكرم إفادة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض إذ لو كان
Shafi 9
لعوض لكان مستعيضا معاملا لا كريما ولو كان لغرض لكان مستكملا وليس العوض منحصرا في العين بل يشمل مثل الثناء والمدح والتخليص من المذمة والتخلي عن الرذيلة والتوصل إلى أن يكون على الأحسن قال صاحب الشفا فيه لفظة الجود وما يقوم مقامها موضوعها الأول في اللغات إفادة المفيد لغيره فائدة لا يستعيض منها بدلا وانه إذا استعاض منها بدلا قيل له مبايع أو معاوض وبالجملة معامل ولان الشكر والثناء والصيت وساير الأحوال المستحبة لا يعد عند الجمهور من الأعواض بل إما جواهر واما اعراض يقررونها في موضوعات يظن أن المفيد غيره فايدة ربح منها شكرا هو أيضا جواد وليس مبايعا ولا معاوضا وهو في الحقيقة معاوض لأنه أفاد واستفاد سواء استفاد عوضا ما من جنسه أو من غير جنسه أو شكرا أو ثناء يفرح به أو استفاد ان صار فاضلا محمودا بان فعل ما هو أولي وأحرى الذي لو لم يفعله لم يكن جميل الحال لكن الجمهور لا يعدون هذه المعاني في الأعواض فلا يمنعون عن تسمية من يحسن إلى غيره بشئ من هذه الخيرات المظنونة أو الحقيقة التي يحصل له بذلك جوادا ولو فطنوا لهذا المعنى لم يسموه جوادا إلى اخر ما قال أقول قد ذكرت في حواشي المبدء والمعاد في رد من قال من أهل الكلام ان الغاية في الايجاد ايصال النفع إلى الغير ان ذلك الايصال إما ان يكون له ما يحاذي به أمر في الخارج أو لا فعلى الثاني لا يكون غاية للايجاد وعلى الأول فهو إما واجب فيتعدد الواجب واما ممكن فننقل الكلام إلى غايته فيتسلسل وأيضا هل ذلك الايصال أولي للقادر من عدمه أم لا فإن كان الثاني فكيف يريد أحدهما ويترك الأخر مع تساوى نسبتهما إليه إذ يستحيل الترجيح من غير مرجح وإن كان الأول فالفاعل استفاد بفعله أولوية واستكمل عن ذلك فان قلت كل شئ غير الغاية له غاية بخلاف الغاية فإنها غاية بنفسها قلت والغاية ما يكون منشأ لفاعلية الفاعل فقولك غاية بنفسها بمنزلة قولك منشأ للفاعلية بنفسها فيلزم ان يكون غيره تعالى موجد مستقل فيوجد غيره موجود مستقل إذ الايجاد فرع الوجود فلو كان في وجوده محتاجا إليه تعالى لكان في منشأيته للفاعلية محتاجا إليه تعالى فكان هو تعالى غاية إذ لا معنى للغاية الا منشأ فاعلية الفاعل هف وأيضا إذا كان وصف النافعية له عرضيا كان معللا فإن كان معللا بالذات كان لازما له قديما والموصل إليه حادث ولو كان بالغير لدار أو تسلسل لان حصول الغير مسبوق بالنافعية فالغاية لإيجاد الموجودات هي الذات وقولنا أوجد الموجودات
Shafi 10
للذات معناه نفى وساطة الغير في الغائية بل ترتب العوايد والفوايد ذاتي لا يعلل كقولنا موجود بذاته ولذاته فاتبع الحجج ولا تقتف اللهج تهتد قويم النهج ولهذا قالت الأشاعرة أفعال الله غير معللة بالاغراض ولكن بين قولنا وقولهم بون بعيد لأنا نقول أفعاله تعالى غير معللة بالغرض الزايد على ذاته بل الغرض الحقيقي نفس ذاته وهم قائلون بنفي الغرض والداعي مطلقا ولهذا هو تعالى عند المشائين فاعل بالعناية وعند الاشراقيين فاعل بالرضا وعند الصوفية فاعل بالتجلي وعند المتكلمين فاعل بالقصد يا مقيم الذي بعدله أقام السماوات والأرضين يا عظيم لما كان ظهور عظمة الفاعل بعظمة فعله نقول عظمة الفعل إما حسية واما معنوية إما الحسية فكما تشابد في السماوات إذ قد تقرر في فن الابعاد والاجرام من الهيئة ان أعظم الثوابت المرصودة بمقدار جرمه هاتان واثنان وعشرون مثل مقدار جرم الأرض وأصغرها مقدار جرمه ثلثة وعشرون مثل مقدار جرم الأرض وان مقدار جرم الزحل من السيارات اثنان وثمانون مثل مقدار جرم الأرض ومقدار المشترى مأة وثمانون مثل مقدار الأرض وان مقدار المريخ ثلثة أمثال مقدار الأرض ومقدار جرم الشمس ثلاثمأة وستة وعشرون مثل مقدار جرم الأرض وهكذا فيما لا نطيل بذكرها من السيارات والأفلاك وأحدس مقادير الثابتات الغير المرصودة التي لا يعلم عددها كمقاديرها الا هو واما العظمة المعنوية فكما في القلوب إذ في كل قلب جميع هذه الأمور العظيمة من السماوات والأرضين بحيث لا تصادم ولا تزاحم فيها ولا يؤده حفظها بل كل قلب وما فيه في كل قلب فكلها في كلها والقلب للطافته وصفائه بحيث متى يتوجه إلى شئ يتصور بصورته ويتهئ بهيئته ويتزيئ بزيه فتصوراته جعله البسيطي وتصديقاته جعله التركيبي وكل الصور منشأته كما في الحديث عن مولانا باقر العلوم (ع) كلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق لكم مصنوع مثلكم مردود إليكم ولكن في الكليات على نمط اخر أعلى من الجزئيات ففي درك الكلى يحيط القلب بجميع افراده الغير المحصورة التي في السلسلة الطولية والعرضية فالوجود والاشراق الذي ينبسط منه على ما ينشأه ويحيط به ويناله بوجه نظير الاشراق الفعلي الذي انبسط من الواجب تعالى على الموجودات فكما انه بذاته لا جوهر ولا عرض ولا عقل
Shafi 11
ولا نفس ولا طبع ولا غيرها كذلك هذا الاشراق بذاته ليس كيفا ولا كما ولا غير هما بل باعتبار المهيات الموجودة به فبهذا الاعتبار كل أية توجد في الكتاب الافاقى توجد بعينها في الكتاب الا نفسي إذ قد تقرر في العلوم الحقيقية ان الأشياء تحصل بأنفسها ومهياتها في الذهن والوجود أيضا مقول بالتشكيك كما أن في البدن أيضا نظيرها على ما طبقوا الاخلاط الأربعة على الفصول والأعضاء السبعة الرئيسة على الكواكب السبعة السيارة وحركة الشرايين والقلب على الحركة الوضعية الفلكية وغير ذلك وقد أشار أمير المؤمنين وامام الموحدين (ع) إلى ذلك بقوله دواؤك فيك ولا تبصر * ودائك منك ولا تشعر * وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر * أتزعم انك جرم صغير * وفيك انطوى العالم الأكبر * وعن الصادق (ع) كما في الصافي أو عن أمير المؤمنين علي (ع) على ما قال ابن جمهور س الصورة الانسانية هي أكبر حجج الله على خلقه وهي الكتاب الذي كتبه كتبه بيده وهي الهيكل الذي بناه بحكمته وهي مجموع صور العالمين وهي المختصر من اللوح المحفوظ وهي الشاهدة على كل غايب وهي الحجة على كل جاحد وهي الطريق المستقيم إلى كل خير وهي الجسر الممدود بين الجنة والنار وقد أخبر بعض العارفين عن سعة القلب بقوله لو أن العرش وما حواه اجتمعت في زاوية من زوايا قلبي لما أحسست به وقد قيل بالفارسية أي نسخه ء نامه ء إلهي كه توئى وى آيينه جمال شاهي كه توئى * بيرون ز تو نيست هرچه در عالم هست * در خود بطلب هر آنچه خواهى كه توئى وقد قلت في أبيات منها فلك دوران زند بر محور دل * وجود هر دو عالم مظهر دل هر آن نقشى كه بر لوح از قلم رفت * نوشته دست حق بر دفتر دل * نهفته مهر پاكان در نهادش كز أصل پاك آمد كوهر دل اقراء كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وفى أنفسكم أفلا تبصرون سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق من عرف نفسه فقد عرف ربه يا قديم الذي لك جميع انحاء القدم اسما وسرمدا ودهرا وذاتا وزمانا وحقيقيا وإضافيا وينكشف معاني هذه بمعرفة معاني الحدوث فالحادث قد يطلق ويراد به الإضافي وهو ما هو الأقل بقاء كالحوادث بالنسبة إلى الأفلاك فالقديم الذي يقابله ما هو الأكثر بقاء والأكبر سنافا لأب بالنسبة إلى الابن قديم اضافي وقد يطلق
Shafi 12
ويراد به الزماني وهو ما هو مسبوق الوجود بالعدم المقابل في زمان قبله كجميع الأجسام والجسمانيات حيث إن كلها متحركة بالحركة الجوهرية والوضعية والكيفية والكمية والانسية إذ القسمة العقلية أوجبت شيئين في كل شئ فكل شئ منه سيال ومنه غير سيال فغير السيال منه ما هو في الدهر والسيال منه ما هو في الزمان كما أن وضع العالم سيال كما ترى في الفلكيات وغيرها وكيفها سيال كما ترى في الكيفيات المحسوسة المتدرجة الحصول وكمه سيال كما ترى في الناميات والذابلات والمتخلخلات والمتكاثفات واينه سيال كما ترى في المتمكنات والمتحيزات المشقلات كذلك جوهرها وطبعها وصورتها سيالة الا انها لما كانت متبدلة على سبيل تجدد الأمثال تيرا أي ساكثه وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب بل هم في لبس من خلق جديد ففي كل ان من الانات المفروضة يفيض من المبدء صورة على المادة لم تكن قبل ان الوصول حاصلة فيها ولا بعد ان الوصول حاصلة فيها ولكن قد تقرر في مقره ان الحركة متصلة واحدة التكون فيها عين التصرم والتصرم عين التكون والمتصل الغير القار كالمتصل القار في أنهما ليسا مؤلفين مما لا تنقسم فالحركة والزمان والمسافة متطابقة ليست ذات مفاصل وبالجملة كل موجود من هذا العالم لابقاء له انين كما قال بعض المتكلمين العرض لا يبقى زمانين وكل وجود من هذه النشأة محفوف بالعدمين ولما كان عدمه سيالا كان زمانيا فيصدق ان كل جزء مسبوق الوجود بالعدم الزماني ان قلت العدم ليس بشئ فكيف يكون سيالا قلت والعدم إذا فتشنا عن حاله مفهومه عدم بالحمل الأولى وإن كان وجودا بالحمل الشايع الصناعي ومنشأ انتزاعه الوجود ان اللذان قبل الوجود الذي هذا العدم عدمه وبعده فوجود الأب مثلا عدم لوجود الابن وكذا كل مرتبة من هذه الصورة المتصلة الفايضة على المادة عدم لمرتبة أخرى لا ان يتخلل بين مرتبة ومرتبة عدم حتى يكون منفصلة فالزمان من ازاله إلى اباده لما كان متصلا والاتصال الوحداني مساوق للوحدة الشخصية إذ حركة السهم مما منه إلى ما إليه حيث لم يتخلل بينها سكون شخص واحد من الحركة الأينية وحركة الماء من البرودة إلى أخيرة درجات السخونة شخص واحد من الحركة الكيفية وهكذا كان شخصا واحد كخط واحد لا اجزاء فيه بالفعل فان شخصية المتصل باعتبار الاتصال لا باعتبار الأجزاء المفروضة فيه إذ ليست الأجزاء فيه الا بالقوة فيلزم ان يكون
Shafi 13
شخصيته بالقوة ولو كان العظم قادحا في التشخص والصغر مؤكدا له لم يكن واقفا عند حد إذ كل حد من الصغر تفرض يتصور أصغر منه لأنه كما أن الكم المنفصل وهو العدد لا نهاية له في الزيادة كذلك الكم المتصل قارا كان أو غير قار لا نهاية له في النقصان لبطلان الجزء بأدلة قطعية مذكورة في موضعه والحاصل ان العالم الجسماني بجميع ما فيه وما معه كله واجزائه وكليه وجزئياته حادث إذ لا وجود للكلي الطبيعي بدون جزئياته وللكل سوى اجزائه وهي كلها كما عرفت سيالات وما يشاهد يتزائى من بقاء ما وقرار ما فإنما هو في العقل باعتبار ان التوسط بين الحدود الفرضية راسم للامتداد المسمى بالحركة القطعية في الخيال فنسبة القرار والثبات إليه من باب خلط الاحكام الذهنية بالخارجية كما أن نسبة الأجزاء الموجودة بالفعل التي يفرضها الذهن إليه من هذا الباب فالعالم حادث بمعنى نفس الحدوث كالأبيض الحقيقي والمضاف الحقيقي لا ذات له الحدوث كالأبيض والمضاف المشهورين إذ الاعراض والطبايع والصور كما علمت سيالات والهيولي كما انها مع المتصل متصلة ومع المنفصل منفصلة كذلك سيالة بسيلان الصور الحالة فيها نعم لو كان السيلان في اعراض العالم لا في جواهره لأمكن ان يقال العالم حادث بمعنى ذو الحدوث وليس فليس لكن لما كان لكل شئ وجهان وجه إلى الرب ووجه إلى النفس وهذا الذي قرع سمعك كان حكمها باعتبار وجهها إلى النفس فاعلم أن لها ثباتا باعتبار وجهها إلى الرب لكن هذا الثبات والبقاء انما هو لوجه الله تعالى لا دخل له بالأشياء وهذا هو المصحح لان يق هذا هو الذي كان في الزمان القبل والمصحح لبقاء الموضوع في الحركة وبهذا الاعتبار التفاوت في الانسان الكبير كتفاوت الانسان الصغير بحسب مراتب الأسنان من سن النمو وسن الوقوف وسن الكهولة وسن الشيخوخة فوجه الله أصله المحفوظ ونسخة الباقي وقد يطلق الحادث ويراد به الذاتي وهو ما يسبق وجوده بالعدم الذاتي أعني العدم المجامع الذي يسبق على وجود الممكن سبقا بالتجوهر إذ الممكن من ذاته ان يكون ليس وله من علته ان يكون ايس وما بالذات مقدم بالذات على ما بالغير وهذا الحدوث يشمل كل ما له مهية امكانية خالية في ذاتها عن الوجود والعدم وهذا الخلو يعبر عنه بالليسية الذاتية وعن مسبوقية وجودها بهذه الليسية يعبر بالحدوث الذاتي فكما ان الكائنات كزيد مثلا حادثة بهذا المعنى لكونها مسبوقة الوجود بالعدم في مقام ذاتها
Shafi 14
ومهيتها وإن كانت مصحوبة بالوجود كذلك المخترعات والمبدعات كالعقل الأول مثلا لكون وجودها مسبوقا بهذه الليسية وقد يطلق ويراد به الحادث الدهري والسرمدي وهو ما هو مسبوق الوجود بالعدم المقابل أيضا لكن لا العدم السيال في السلسلة العرضية بل العدم الثابت الدهري في السلسلة الطولية وبيان ذلك انا علمناك ان المعبر عنه للعدم ليس الا الوجود باعتبار خصوصية انحائه لفقد كل مرتبة للمرتبة الأخرى فكما ان كل حد وقطعة من هذه السلسلة العرضية التي مر انها كخط ذي اجزاء بالقوة متصل واحد بالفعل عدم لحد اخر وقطعة أخرى كذلك كل حد ومرتبة من السلسلة الطولية من حسم الكل وطبع الكل ومثال الكل ونفس الكل وعقل الكل من المثل الإلهية المعبر عنها بأصحاب الأصنام وأرباب الطلسمات والأنوار القاهرة الأعلون عدم لحد اخر ومرتبه أخرى وكما أن الدورة السابقة عدم واقعي وعدم مقابل للدورة اللاحقة لكونهما مرتبتين من الوجود كذلك كلية السلسلة العرضية بالنسبة إلى عالم من العوالم الطولية لكونهما أيضا في مرتبتين من الوجود الا ان وعاء العدم في العرض هو الزمان وفى الطول هو الدهر إذ وعاء العدم السابق في الحقيقة وعاء للوجود السابق والوجود السابق في العرض سيال ووعاء السيارات هو الزمان والوجود السابق في الطول ثابت لكونه دار القرار والسماوات مطوية والأرض مبدلة ووعاء الثابتات هو الدهر والسرمد فالعالم مسبوق الوجود بالعدم الدهري لكونه مسبوق الوجود بالوجود الدهري كوجود العقل مثلا واما وجود العقل فهو مسبوق بالعدم السرمدي لكون الوجود السابق عليه وجودا سرمديا أعني وجود الواجب تعالى فالعالم حادث دهري والعقل حادث سرمدي وكما أن قطعة من الصورة المتصلة الممتدة الفايضة على المادة يوم السبت وقطعة يوم الأحد وهكذا وهذا أمر نشأ من المواضعة والا فكل انين مفروضين يوم مضى ويوم يأتي كما هو تأويل قوله جل شانه كل يوم هو في شأن فكم من كوكب يطلع في الليل ويغرب والليل باق وحين يبزغ الشمس التي هي سلطان الكواكب تقولون أنتم جاء النهار وليس عند نفسها ولا عند الأفلاك المحيطة بها نهار وليل بهذا المعنى بل بالمعنى الذي ذكرنا لكون وجودها أيضا سيالا كذلك كل مرتبة من المراتب الستة الطولية من المرتبة الأحدية والواحدية والجبروت والملكوت
Shafi 15
والناسوت والكون الجامع يوم بالحقيقة بلا شايبة تجوز عند أهل الله وأرباب الحقيقة و بهذا التحقيق ظهر لك سر قوله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام يعنى مدة اختفاء نوره أدعية هذه المراتب فنهاية اختفاء نوره في عالم المادة وهذا باطن ليلة القدر وبداية طلوع نوره منه أيضا فيحصل الجسم ثم الطبع ثم المعدن ثم النبات ثم الحيوان ثم الانسان ذو العقل الهيولاني ثم العقل بالملكة ثم العقل بالفعل ثم العقل المستفاد وله عرض عريض إلى مقام الانسان الكامل الختمي صلى الله عليه وآله وهذا باطن يوم القيمة وبما أوضحنا ظهر لك ان ما ذكره سيد الحكماء وسند العلماء السيد المحقق الداماد س من الحدوث الدهري حق لا غبار عليه بل هو مطلب عال ودر ثمنه غال وظهر صدق قول العلامة الخونساري ره في حاشيته على الحواشي الخفرية بعد نقل كلام السيد س وبالجملة ما ذكره مما لا يصل إليه فهمي ولا يحيط به وهمى فجرى الحق على لسانه فان هذا العلامة وأحزابه بمعزل جدا عن مرامه رفع مقامه أوليك ينادون من مكان بعيد واما الحادث الأسمى فهو مما اصطلحت عليه مستنبطا من الكلام الإلهي ان هي الا أسماء سميتموها أنتم وابائكم ما انزل الله بها من سلطان ومن كلام مولاي سيد الأوصياء والأولياء أمير الموحدين علي عليه السلام دليله آياته وجوده اثباته توحيده تمييزه عن خلقه وحكم التميز بينونة صفة لا بينونة عزلة فهو رب ونحن مربوبون ومعنى الحادث الأسمى ان جميع ما سوى الله أسماء ورسوم حادثة وانها حديثة جديدة إذ كان الله ولم يكن معه شئ ولا اسم ولا رسم له فأول اسم ورسم حصل كان أسمائه الحسنى وصفاته العليا المستلزمة للمهيات الامكانية في مرتبة الفيض الأقدس ثم أسماء رحمته في مقام الفيض المقدس المستتبعة لأسماء المرحومين برحمته والامر كائن وسيكون كما كان الا إلى الله تصير الأمور ان إلى ربك الرجعي وان إليه المنتهى قال الرضا عليه آلاف التحية والثنا له معنى الربوبية إذ لا مربوب وحقيقة الإلهية اذلا مألوه ومعنى العالم ولا معلوم ومعنى الخالق ولا مخلوق وتأويل السمع ولا مسموع ليس منذ خلق استحق معنى الخالق ولا باحداثه البرايا استفاد البرئيه كيف ولا تغيبه مذ ولا تدنيه قد ولا يحجبه يرجيه لعل ولا يوقته متى ولا يشمله حين ولا يقارنه مع صدق سلطان الموحدين وبرهان العارفين يا عليم لما كان هو تعالى
Shafi 16
بسيط الحقيقة محض الوجود وصرف الخير وصرف الشئ واجد لما هو من سنخ ذلك الشئ مجرد عما هو من غرائبه وغريب الوجود ما هو من سنخ العدم بما هو مأخوذ بالحمل الأولى لا بالحمل الشايع الصناعي كان كل وجود حاضرا له أشد من حضوره لنفسه لان نسبة الشئ إلى نفسه بالامكان ونسبته إلى علته بالوجوب فكما لا يشذ عن حيطة وجوده وجود كذلك لا يغرب عن علمه مثقال ذره ولذا قال الحكماء انه تعالى ظاهر بذاته لذاته لكونه مجرد أو كل مجرد عالم بذاته وذاته علة لجميع ما سواه كلياته وجزئياته والعلم بالعلة يستلزم العلم بالمعلول ومثلوا علمه تعالى بالعقل البسيط الاجمالي المنطوى فيه العقول التفصيلية ومعلوم ان المثال مقرب من وجه مبعد من وجوه وقال المعلم الثاني ينال الكل من ذاته فكما انه تعالى بوجود واحد مظهر لجميع الموجودات بنحو البساطة كذلك بعلم واحد يعلم جميع المعلومات وهذا معنى العلم الاجمالي في عين الكشف التفصيلي وكما أن الأشياء مرائي فيضه المقدس ورحمته الواسعة كما قال سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق كذلك هو تعالى عن المثل وله المثل الاعلى كمجلاة يرى بها جميع الأشياء كلياتها وجزئياتها وغيبها وشهادتها كما قال تعالى أولم يكف بربك انه على كل شئ شهيد فذاته تعالى كالصورة العلمية التي بها ينكشف ذو الصورة الخاصة الا ان ذاته تعالى بذاته ما به ينكشف جميع الأشياء لا بصورة زائدة فإذا قلنا هو تعالى يعلم الأشياء عبرنا بالهوية التي هي موضوع هذه القضية عن مقام الكثرة في الوحدة أعني كثرة الأسماء ووحدة المسمى وعن مقام الوحدة في الكثرة أعني رحمته التي وسعت كل الكثرات والمهيات وتلك الرحمة هي امره الذي هو محض الربط به وداخل في صقعه فتم الكلام ولم يبق للعلم الذي هو المحمول معبر عنه علي حده وان غايره بحسب المفهوم بل المعبر عنه واحد عباراتنا شتى وحسنك واحد * وكل إلى ذاك الجمال يشير فان شئت سم ذلك الواحد ذاتا بلا علم زايد فإنه نفس العلم وعين النورية والظهور قال (ع) كمال الاخلاص نفى الصفات عنه وان شئت سمه علما ولكن بلا ذات ورائه فإنه قائم بنفسه قال (ع) علم كله قدرة كله إذ الحقيقة الواحدة يكون ذات درجات متفاوتة فالعلم قد يكون عرضا كعلم النفس بغيرها وقد يكون جوهرا نفسانيا كعلم النفس بذاتها وقد يكون جوهرا عقليا كعلم العقل بذاته وقد لا يكون جوهرا ولا عرضا بل واجبا
Shafi 17
كعلم واجب الوجود بذاته وبالجملة فحقيقة علمه انكشاف ذاته تعالى بذاته على ذاته في الأزل بحيث يستتبع انكشاف معلولاته على ذاته والى هذا يرجع منهج العرفاء الشامخين من كون ذاته ملزومة لأسمائه وكون أسمائه ملزومة للاعيان الثابتة والعلم بالملزوم مستلزم للعلم باللازم وبيانه على ما ذكره صدر المتألهين ان لوجوده تعالى أسماء وصفات هي لوازم ذاته وليس المراد من الأسماء ههنا الفاظ العالم والقادر وغير هما وانما هي أسماء الأسماء في اصطلاحهم ولا أيضا المراد بالصفات ما هي اعراض زايدة على الذات بل المراد المفهومات الكلية كمعاني المهيات وكثيرا ما يطلق الصفة في كلام الحكماء ويراد بها ما يشمل المهية أيضا كما يذكر في المنطق الوصف العنواني ويراد به المفهوم الكلى الصادق على الموضوع بحسب عقد الوضع سواء كان ذاتيا كقولنا الانسان كذا أو عرضيا كقولنا الكاتب كذا وكذا ما ذكر في كتاب اثولوجيا من قوله في العقل يوجد جميع صفات الأشياء انما المراد بها ما يشمل المهيات ويقابل الوجودات فالصفة والذات في هذا الاصطلاح كالمهية والوجود أقول والمتكلمون أيضا يطلقون الصفة النفسية ويعرفونها تارة بما ينتفى الذات بانتفائه كسوادية السواد وتارة بما يقع به التماثل بين المتماثلين والتخالف بين المتخالفين ويعبر الحكيم عنها بصفة الجنس ثم قال س وكذا المراد باللازم ما يشمل الذاتي والفرق بين الاسم والصفة في عرفهم كما يفرق في تعاليم الحكماء بين قولنا الواحد بمعنى الشئ الواحد كالخط الواحد وقولنا الواحد بمعنى نفس الواحد فقط وهذا كالفرق بين البسيط والمركب من حيث الاعتبار فنقول ما من موجود متأصل الاد هو بحسب هوية الوجودية مصداق محمولات كثيرة مع قطع النظر عما يعرضه ويلحقه من العوارض اللازمة والمفارقة فان المحمولات التي يحمل عليه بحسب هذه الأمور ليس مصداقها والمحكى بها عنه هو نفس الهوية الوجودية له ثم لا يخفى ان المحمولات الذاتية متكثرة والوجود واحد وهي طبايع كلية والوجود هوية شخصية ولا يخفى أيضا على من له بصيرة ان الوجود كلما كان أكمل وأشد كان فضائله الذاتية أكثر والمحمولات المحاكية عنها أوفر إذ له بحسب كل درجه في الكمال اثار مخصوصة هي مبداها لذاته فيصدق عليه معنى معقول من تلك الحيثية الذاتية وكلما يصدق من المعقولات على شئ بحسب حيثية في ذاته كان حكمه حكم المهية والذاتيات في كونها متحدة في الوجود موجودة بوجود الذات فمن عرف تلك الهوية الوجودية كما هي عليه عرف معها جميع تلك المحمولات المتعددة بنفس ذلك العرفان لا بعرفان مستأنف فاذن لما كان ذاته تعالى
Shafi 18
مستجمع جميع الفضايل والخيرات بنفس ذاته البسيطة وذاته مبدء كل فعل ومنشأ كل خير وفضيلة فله بحسب كل فضيلة أو مبدئية فضيلة يوجد في شئ اخر من مجعولاته محمول عقلي فلا يبعد ان يصدق محمولات عقلية كثيرة متغايرة المعنى مع اتحاد الذات فالذات الموجودة مع كل منها يقال لها الاسم في عرفهم ونفس ذلك المحمول العقلي هي الصفة عندهم وكلها ثابتة في مرتبة الذات قبل صدور شئ عنه قبلية كقبلية الذات لكن بالعرض وكذا حكم ما يلزم الأسماء والصفات من النسب والتعلقات بمربوباتها ومظاهرها وهي الأعيان الثابتة التي قالوا إنها ما شمت رايحة الوجود ابدا ومعنى قولهم هذا انها ليست موجودة من حيث أنفسها ولا الوجود صفة عارضة لها أو قائمة بها ولا هي عارضة له ولا قائمة به ولا أيضا مجعولة معلولة له بل هي ثابتة في الأزل باللا جعل الواقع للوجود الإحدى كما أن المهية ثابتة بالجعل المتعلق بوجوده لا بمهيته لأنها غير مجعولة بالذات ولا أيضا لا مجعولة أي قديمة بالذات وليست أيضا تابعة للوجود بالحقيقة لان معنى التابعية ان يكون للمتبوع وجود اخر وليست لها في ذاتها وجود بل انما في نفسها هي لا غير فاذن تلك الأسماء والصفات ومتعلقاتها كلها أعيان ثابتة في الأزل بلا جعل وهي وان لم يكن في الأزل موجودة بوجوداتها الخاصة الا انها كلها موجودة بالوجود الواجبي وبهذا القدر لم يلزم شيئية المعدوم كما زعمه المعتزلة إذا تقرر ذلك فنقول لما كان علمه تعالى بذاته هو نفس وجوده وكانت تلك الأعيان موجودة بوجود ذاته فكانت هي أيضا معلومة بعلم واحد هو العلم بالذات فهى مع كثرتها معلومة بعلم واحد كما انها مع كثرتها موجودة لوجود واحد إذ العلم والوجود هناك واحد فاذن ثبت علمه تعالى بالأشياء كلها في مرتبة ذاته قبل وجودها فعلمه تعالى بالأشياء الممكنة علم فعلى سبب لوجودها في الخارج لما علمت أن علمه تعالى بذاته هو وجود ذاته وذلك الوجود بعينه علم بالأشياء وهو بعينه سبب لوجوداتها في الخارج التي هي صور عقلية يتبعها صور طبيعية يتبعها المواد الخارجية وهي أخيرة المراتب الوجودية فالحق تعالى بوجود واحد يعلمها أولا قبل ايجادها ويعلمها ثانيا بعد ايجادها فبعلم واحد يعلمها سابقا ولا حقا يا حليم الذي لا يعجل بالعقوبة لمن عصاه من الحلم بالكسر واما الحلم بالضم فهو الرؤيا ومنه أضغاث أحلام لرؤيا بلا حقيقة واما الحلم بمعنى العقل فكقوله فان تزعميني كنت اجهل فيكم * فانى شربت الحلم بعدك بالجهل وقوله:
أحلامكم لسقام الجهل شافية * كما دماؤكم تسقى من الكلب يا حكيم معناه بالفارسية راست كفتار ودرست كردار والحكمة
Shafi 19
هي العلم بحقايق الموجودات على ما هي عليه في نفس الامر ونظم الوجود نظما محكما متقنا وان سئلت الحق فالحكمة هي الوجود لان أتم قسمي العلم من الحصولي والحضوري هو الحضوري وأعلى نحويه الآخرين من الفعلي والانفعالي هو الفعلي وقد تقرر في موضعه انه تعالى فاعل بالعناية وان النظام الكياني طبق للنظام الرباني سبحانك لما اجرى الداعي على المدعو جل ذكره طائفة من صفاته العليا وعضة من أسمائه الحسنى واستشعر بعظمته وجلاله وكمال بهائه وجماله وعموم فيضه ونواله صار المقام مقام الحيرة والهيمان فقال سبحانك ما أعظم شأنك وما أجل صفاتك وما ارفع سماتك أو لما وصفه اوهم الصفات الزائدة والحال ان سيد المخلصين وأمير الحكماء الراسخين قال في خطبة نهج البلاغة أول الدين معرفة الله وكمال المعرفة التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الاخلاص له وكمال الاخلاص له نفى الصفات عنه بشهادة كل صفة انها غير الموصوف وبشهادة كل موصوف انه غير الصفة فمن وصفه سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزاه ومن جزاه فقد جهله ومن أشار إليه فقد حده ومن حده فقد عده ومن قال فيم فقد ضمنه ومن قال على فقد أخلي منه وانه روى الصدوق في الصحيح عن محمد ابن إسماعيل البرمكي مسندا عن أبي الحسن الرضا (ع) وفى الكافي مسندا عن أبي عبد الله (ع) انه خطب أمير المؤمنين (ع) الناس بالكوفة فقال الحمد لله الملهم عباده حمده وفاطرهم على معرفة ربوبيته الدال على
Shafi 20