273

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية انتقم لأوليائه انتقم بنفسه، وإذا انتقم لنفسه انتقم بأوليائه والمسطور في كتاب القردوس عن علي عن النبي صلوات الله عليه وسلامه أنه قال "إذا أراد الله عز وجل آن ينتقم لوليه انقم بعدوه وإذا أراد أن ينتقم لنفه انتقم بوليه".

قوله: "فقتله أفضل كرامة له من إحياء غيره" لأنه لو لم يقتله يقتل هو غره من عباد الله تعالى ويؤذبهم ويمنعهم من طاعة الله تعالى.

قال الجنيد: "غيرة الصحيح ألا يكون في وقته مراد شيء" يعني لا يكون في غيرته مراد النفس، والهوى.

وقال النوري: "الغيرة معصية ولكن من قطعه صار أفضل الحيرة" يعني من قطع نور الرحمة، والرأفة والشفقة عن الغيرة على الحقيقة تبدلت الغيرة بالحيرة، والحيرة هى الغيبة الغالية التي تقع لأولياء الله تعالى ينمحى فيه التفس، والهوى، ويلتحق القلب، والعقل بالسر، والخفي نظيره ما روى عن الشبلي آنه دخل إلى الجنيد وعنده امرأته فأرادت أن تدخل البيت فقال الجنيد: "اصبري لا خبر للشبلي عنك" فكلمه الجنيد حتى بكى الشبلي فقال لها: استترى فقد أفاق الشبلى فهذه الغيية هي الحيرة التي أشار إليها النوري وهى الحيرة من الغيرة.

واعلم أن الشبلي كان كثير الغيرة، ولكنه كان حاله صحيحا، وكان صاحب رأفة، ورحمة، وكلما قطعت شفقته غيرته انقلبت غيرته مثل تلك الحيرة، وجاء في يعض "شروح الهدايةه أن جماعة أساءوا الأدب مع سيدنا الإمام عمر بن الخطاب * فارتقى المنبر في حدة وقال: "اللهم اكفني فلاتا أصحابه"، فما حال الحول حتى لم يبق فيهم عين تطرف.

وإن من أطلق لسانه في أولياء الله تعالى بالسب ابتلاه الله تعالى قيل موته بموت القلب { فليخذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فثنه أو يصيهم عذاب أليم) [النور: 63].

قال بعض العلماء: "الفتنة هي الكفره فليعود نفسه طالب النجاة والسلامة، والمحافظة على حب العلماء العاملين والصالحين والفقراء والصادقين والمجذوبين، فإنما جذبت عقولهم منهم لدفع الأمر عنهم، وخصوصيتهم عند ربهم تبارك وتعالى قربا ومحبة وقد ورد في الحديث الشريف: "رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبرهه، وانظر: رياض السادات، ضمن كتابنا "جمع المقتال في إثبات كرامات الأولياء في الحياة وبعد الممات8 - طبع الآثار الإسلامية - فإنه أشمل كتاب في الدفاع عن الأولباء بإثبات الكرامة هم حياة ومماتا.

Shafi 273