272

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية دخل بغداد دخل على الجنيد رحمهما الله ومعه آلف رجل من أصحابه فلما جلس أبو حفص قام كل أصحابه صفا حوهما، فقال الجنيد: لقد أدبت أصحابك آداب الملوك فقال أبو حفص: "الظاهر عنوان الباطن" يعني تأدبت بواطنهم في الحضرة فظهر الأداب على ظواهرهم في الغيبة.

وقد أشار الشبلي في غير هذا الكتاب إلى ترك الأدب فقال: "الانبساط بالقول مع الحق ترك الأدب" وهو صحيح غير أنه مقتصر من مطول ومطلق لابد من المقيد، وذلك المطول المقيد أن يقول والانبساط بالقول وبكل شيء غير القول مع الحق ترك الأدب إلا بإذنه.

قوله: "وأبو علي صاحب حفاظ" يريد آبا علي الروذباري رحمه الله- يعني صاحب المحافظة على الأسرار التي بينه وبين اله تعالى. اعلم أن حفظ الأسرار في عالم المعرفة من أكبر الشروط وأعظم الأركان.

قال يعقوب النبي الظه لابنه يوسف الصديق صلوات الله عليه: يا بني لا تقضض رؤياك على إخوتك} [يوسف:5] ومن هنا قال صدور الأحرار قبول الأسرار، ويحتمل آنه أراد به صاحب حفاظ على وظائف الشريعة، والطريقة، والحقيقة، قال أبو العباس ابن عطاء: "الو كان لصاحب الغيرة حالة صحيحة فقتله أفضل كرامة له من إحياء غيره" يعني بالحالة الصحيحة أن يقابل من يؤذيه لا باليد، ولا باللسان لكنه يرجع إلى الله تعالى في سره فرجوعه إلى الله يكون قتله ره.

وروي عن النبي عن الله تعالى: "من آذى لي ولتا فقد بارزني بالمحاربة"11) وهذا يدل على أن القاتل هو الله تعالى، ؤروى أيضا أن الله تعالى إذا (1) تقدم تخريجه، وقال العلامة عبد الحليم الرومي في رياض السادات: وهذا يشير إلى التحذير من إيذاء أولياء الله تعالى، ومعنى الإيذان: الإعلام والحرب المحاربة، وهذا من التهديد في الغاية القصوى؛ لأن من حارب الله تعالى أهلكه إهلاكا، وهو من المجاز البليغ، إذ لا يتصور محاربة رب العزة جل جلاله، وكأن المعنى فيه المعاندة والمخالفة والكراهة لمن أحب الله تعالى.

فمن أبفضهم فقد عاند الله تعالى وخالفه نعوذ بالله تعالى من ذلك الشقاء.

Shafi 272