167

شرح المواقف

شرح المواقف

Nau'ikan

============================================================

المرصد الرابع- في إثبات العلوم الضرورية يكون صادقا لا للخارج، فإنه أخص منها وأيضا إذا صدق أن هذا موصوف بكذا في الخارج، لم يلزم وجود الموصوفية في الخارج للفرق الظاهر بين أن يكون قولنا في الخارج ظرفا لنفس الموصوفية، وبين أن يكون ظرفا لوجودها (وأما النفي) وهو قولنا: السواد ليس بموجود (فلان وجوده إما نقسه فنفيه عنه) أى سلب الوجود عن السواد حييذ (تناقض) لأنه سلب الشيء عن نفسه (أو غيره) وهو باطل لوجهين الأول قوله: (فيتوقف نفيه عنه على تصوره) أى يتوقف نفي الوجود عن السواد على تصور السواد المحكوم عليه بذلك النفي (وهو) أي تصور السواد (يستدعي تميزه وثبوته) لماعرفت في الوجه الأول من الوجوه الأربعة، فيكون حصول الوجود للسواد شرطا في نفس الوجود عنه وهو محال (وليس) ثبوت السواد (في الذهن) حتى يقال: قول: (لأنه سلب الشىء عن نفه) بناء على آن مفهوم قولنا: السواد ليس بوجود سلب الوجود عن السواد والوجود نفسه، فيكون سلب الشيء عن نفسه فاندفع ما توهم من آن المراد ينفي وجود السواد عند من يقول: إن وجوده عينه نفي نفس السواد لا إثبات التفي له، فلا يلزم التناقض وإنما كان سلب الشيء عن نفسه تناقضا، لأن ثبوت الشيء لنفسه دائم، وإطلاق السلب يناقضه فاندفع ما توهم، من أنه إنما يلزم التناقض لو اتحد زمان السلب والايجاب وهو ممنوع قوله: (وهو محال) لاستلزامه اجتماع النقيضين وقد قلتم: إن الشيء إما أن يكون أو لا يكون.

قوله: (وليس ثبوت السواد إلخ) لا يخفى على الفطن أن ثبوت السواد في الذهن لا دخل له في التفريع المذكور، بقوله: حتى يقال إلخ لأنه مبني على عدم عموم نفي الثبوت، حتى لو كان الشفي مختصا بالثبوت الخارجي لم يكن ثبوت السواد في الذهن منافيا له، وإن نفيه غير صيح في نفسه لكون ثبوته في الذهن لازما مما ذكر فالواجب أن يقال: وليس نفسه في الخارج والصواب. أن يقال: أن قوله وليس في الذهن جملة حالية، والمعنى أن تصور السواد قوله: (لا للخارج لإنه أخص منها) فيه بحث لأن نفس الأمررإن كان أعم من الخارج إلا آن الحكم المذكور هاهنا هو آن السواد موصوف بالوجود في الخارج، على آن في الخارج متعلق بلموصوف لا بالوجود كما يدل عليه قوله، وأيضا إذا صدق آن هذا موصوف بكذا في الخارج إلخ، ولا يخفى أن صدقه إنما هو بمطابقته للخارج، فالجواب الحق هو الذي ذكره بقوله وأيضا فتدير قوله: (فنفيه عنه تناقض) قال الأبهري: لقائل ان يقول: إنما يلزم التناقض آن لو اتحد زمان الإيجاب والسلب وهو ممنوع وضعفه غير خفي للفطن ، نعم يمكن ان يجاب بأن المراد ينفي وجود السواد عند من يقول : بأن وجوده عينه نفي نفس السواد لا إثبات النفي له فلا يلزم التناقض.

Shafi 167