الشريف في ذلك المحل المنيف وكان من العلم الكثير والدين القوي بمكان شهير ثم مات وخلف ولله الحمد ولدين هما في الحقيقة جوهرتان بل هما من أنفس الجواهر أدركا في سنهما ما أدركه الأماثل الأكابر حفظ الله بهما وله الشكر شرف هذا البيت وأحيى بهما ذلك السيد الذي هو في الحقيقة حي ولا أقدر أن أقول ذلك الميت لحظني شرف السعد فتشرفت بصحبتهما ورنا إلي العز فمجد في موالتهما ومحبتهما وإذا سئلت بمن تهيم صبابة قلت اللذان هما اللذان هما هما أبقاهما الله قد الأيام والليالي وأحياهما لإحياء دولة السيادة والمعالي اسم أكبرهما المولى المتقي المختار المصطفى جمال الدين أبي المحامد محمد وهو والحمد لله محمد الاسم والفعل قليل النظير والشبيه والمثيل واسم الثاني وجيه الدين ويقال زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن وهو الرجل الذي يكبو طرف الوصف عن ذكر بعض مناقبه ويعثر ويكل جواد المبالغة عن وصف القليل من محاسنه وبحر جوهرة نفيسة ليس لها قيمة ودرة دونها كل درة يتيمة تخلق بأخلاق جده وأبيه وعمه وظفر بجميع أنواع القبول كيفه وكمه وحاز من الصفات الجميلة ما يعجز عنه الوصف ومن المعارف والعوارف ما لا يحصره بليغ ولا عارف ويفوق ذكاء على ذكاء وأين ذكاء وعلا علاه جميع من استعلى وعلاه صحبتهما فوجدتهما أفضل سيدين وأفضل مصحوبين ورغبت إلى الشرف بقربهما فلا عدم الراغب المرغوب هما أخوا في العدم من لا إخاله إذا خاف يوما ينوه فدعاهما هما يلبسان المجد أحسن لبسة شحيحان ما استطاعا كلاهما ثم نعود إلى المقصود من ذكر الشيخ عبد الله اليافعي وذكر بعض أحواله التي اشتهرت وسارت وانتشرت بين الأنام كرما وشاعت قال القاضي بدر الدين بن فرحون في تاريخ المدينة في ترجمة الشيخ عبد الرحمن الجبرتي ما لفظه كانت له مع الشيخ العالم قطب زمانه أبي محمد عبد الله بن أسعد اليافعي نفع الله به سياحات في ظاهر المدينة وكان الشيخ عبد الرحمن يحكي لبعض أصحابه أنه اتفق له مع الشيخ عبد الله كرامات في أيام السياحة وكان الشيخ عبد الله قبل توطنه بمكة وزواجه بها أقام بالمدينة
Shafi 82