العلامة قصاراه القصور ولو أرتقي في سماء الأوصاف إلى مقاصير القصور وقد وجدت مكان القول في مدحه فسيحا لكنه لم يجد مني لسانا ناطقا ولا مقولا فصيحا وقلت فيه بديها حاز المعارف ذا العفيف اليافعي بتوابع قرت عيون الشافعي شيخ العلوم إذا تحدث أهلها فأعجب لشيخ في الفضائل يافعي وأقول فيه مختصرا ومقصرا هو عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعى الشافعى اليمنى المكي مولده قبل السبع مائة وبلغ بالاحتلام سنة إحدى عشرة وكان في ذلك الوقت وهذه السن معرضا عن حال الأطفال من اللعب ونحوه فلما ظهرت عليه فحائل النجابة ورأى والده عليه أمارة السعادة والإصابة بعث به إلى عدن فقرأ بها واشتغل بالعلم وأسقط فرض الحج سنة اثنتي عشرة وعاد إلى بلده وحببت إليه الخلوة والسياحة وصحب الشيخ علي الطواشي وسلكه الطريق ثم عاد إلى مكة سنة ثماني عشرة وجاور بها وقرأ الحاوي على قاضي مكة نجم الدين الطبري وتزوج ثم ترك التزوج وجرد منه عشر سنين بين الحرمين الشريفين ورحل إلى الشام سنة أربع وثلاثين وزار القدس والخليل ثم قصد مصر متخفيا وزار الشافعي وغيره وأقام بالقرافة في مشهد ذي النون ثم حضر مجلس وعظ الشيخ حسين الجاكي وعند الشيخ عبد الله المنوفي المالكي وعند الجويزاوي سعيد السعداء وهو شيخها واشتهر في تلك الأيام قدومه إلى القاهرة إلا أن الله حقق قصده فلم يعثر عليه أحد ثم عاد إلى الحجاز وجاور بالمدينة الشريفة ملازما للعلم والعمل وتزوج وأولد عدة أولاد احدهم سيدي عبد الرحمن والاخر سيدي عبد الوهاب والاخر سيدي عبد الهادي وكل من هذه الجواهر الثلاثة هو ابن أبيه ولا يتصور لأحد استيعاب ما فيه فأما سيدي عبد الهادي فإنه رحل إلى الشام واجتمع بجمع من الأولياء ومات هناك ولم يعقب وأما سيدي عبد الرحمن فحصل له من الأحوال السنية والمقامات العلية ما تضيق عنه بطون القراطيس وآخر أمره أنه توجه إلى مصر ثم إلى الشام ثم توجه إلى العراق ولا يعلم حقيقة خبره ولا موضع وفاته على التحقيق ولم يخلف ولدا ذكرا بل بنتا من السيدة زينب بنت قاضي القضاة شيخ الإسلام أبي الفضل النويري وهي الآن في قيد الحياة وتزوج بها أعني بنت سيدي عبد الرحمن الشريف أبو حامد بن الشريف عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي ثم مات عنها وخلفه عليها قاضي القضاة محب الدين بن القاضي جمال الدين بن ظهيرة المخزومي وهو الآن معها وأما سيدي تاج الدين عبد الوهاب فأقام بمكة المشرفة ينشر العلم
Shafi 81