8- الإمام عبد اند بن أسعد اليافعى ومنها حجر تحت قدمي الفضيل بن عياض السابق مكتوب عليه بعد البسملة قوله تعالى يبشرهم ربهم برحمة منه الآية ما صورته هذا قبر الشيخ الإمام العالم العلامة المحقق العارف القدوة شيخ الطريقة والجامع بين الشريعة والحقيقة مرشد السالكين ومربي المريدين قطب الزمان وبحر العرفان مفتى الفريقين وإمام الطريقين نزيل الحرمين الشريفين بقية السلف الصالح عفيف الدين أبي محمد عبد الله بن أسعد اليافعي الشافعي قدس الله روحه ونور ضريحه توفي ليلة الأحد العشرين من جمادي الأخر سنة ثمان وستين وسبعمائة برد الله ثراه وجعل الجنة مأواه وغفر لمن ترحم عليه وقرأ القرآن العظيم وأهداه إليه وصلى الله على سيدنا محمد وآله انتهى هذا الرجل ترجمته كالشمس المشرقة وأنوار فضائله وعلومه وبركاته كالغيوث المغدقة طلع في هلال الأفق الشريف بدرا كاملا وظفر أهل مكة منه بمطلب نفيس عد لتحقيق الكفاية عمده وتأملا لله دره من مهذب بسيط كم في ألفاظه الشريفة من تهذيب ومن عالم مقرب كم في إشاراته من تدريب وتقريب حاوي اللباب والخلاصة والنهاية وسباق إلى أمد عن مداه يقصر كل صاحب غاية يا له من متول لوظائف عزل بها المتولي عن تتمة تتمته وفار دم الفوراني عند بيانه البيان من أمانته فإن يكن أبو المعالي صار إمام الحرمين بسبب إقامته بكة فهذا والله إمام المشارق والمغارب ونهاية ذلك نهاية المطلب وبداية هذا نهاية المطالب لا أشك أنه سر الله في الأرض وحجته على عباده العلماء الصالحين يوم العرض ونور أفق الحجاز المشرق والغيث الذي هو مغرق على طلاب العلوم ومغدق وبحر سليم ينضب عند رويته البحر المغرف وهزبر علوم يلبث الليث بين يديه وهو ذليل مطرق ومجموع منفرد عن النظير والمماثل وهيكل سعادة ليس لشكله والله من مشاكل طال ما أيقظ مجنون العلماء من سنة الغفلة بلطف تبينه وجوه المذهب وطرق الطريقة بأحسن تنقيح وأوضح توجيه يتدفق وينبلج عند السؤال كالسيل والبدر في جنح الليل ويميل عن الدنيا وأهلها بكليته كل الميل وبالجملة فواصف محاسن هذا العالم
Shafi 80