Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Nau'ikan
يؤيده عشرات الآلاف من العرب في الجنوب والشمال.
وأشرفت الدولة على الانحلال وتوزعتها المطامع.
وكانت شجرة الدر ترقب الحوادث في حذر ويقظة، وتعد لكل أمر عدته. •••
وخرج جيش المصريين لقتال الناصر الأيوبي، وعلى رأسه الملك المعز، والأمير فارس الدين آق طاي التركماني، وسائر أمراء المماليك؛ ودارت المعركة في غزة من أرض فلسطين، ولكن المماليك لم يستطيعوا وقف الزحف، وتقدمت جيوش الناصر إلى بلبيس من أرض مصر؛ فدارت ثمة معركة أخرى، كادت تدور الدائرة فيها على التركمانية، لولا كثرة من كان في جيش الناصر من مماليك الترك.
واستطاع المماليك المصريون أن يردوا جيش الناصر على أعقابه، ويذيقوه طعم الخذلان؛ وإن كانت بضع فرق منه قد استطاعت أن تتسرب إلى القاهرة.
وعاد جيش المصريين إلى القاهرة مظفرا ومعه الأسرى من جيش الناصر، سناجقهم
8
منكسة، وطبولهم مشققة، وقد سبقتهم إلى القاهرة خيولهم وأثقالهم وأموالهم غنيمة للمصريين.
وأحصي من تسرب إلى القاهرة من جند الناصر، فإذا هم بضعة آلاف، فألزمهم المعز أن يعودوا من حيث أتوا، راجلين أو على ظهور الحمير من مصر إلى الشام، لا يؤذن لأحد منهم أن يركب فرسا.
وشهد المصريون موكبا هائلا لم يروا مثله قط، مشهد يثير السخرية والإشفاق جميعا؛ بضعة آلاف حمار، عليها المرتدون من جيش الناصر ، قد نكسوا رءوسهم حتى قاربت أن تمس آذان الحمير؛ فلعل حمارا منها أن ينهق فينهق لنهيقه بضعة آلاف حمار يتردد صداها بين مصر والشام!
Shafi da ba'a sani ba