Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Nau'ikan
3
هذا حديث قصير عن الملكة شجرة الدر، وعن زوجها الملك الصالح أيوب.
والآن فلنذكر طرفا من التاريخ الذي يعين على فهم حوادث هذه القصة:
كانت مصر منذ دخلها الإسلام يحكمها أمير من أمراء المسلمين، يعين من قبل الخليفة، في المدينة أو في دمشق أو في بغداد، ويكون تابعا له.
وظل الأمر كذلك إلى أن ولي مصر الأمير أحمد بن طولون في منتصف القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) في عهد الخليفة المعتز العباسي، فاستقل ابن طولون بملك مصر، وجعلها دولة مستقلة له ولأولاده من بعده، ولكن هذا الاستقلال لم يستمر إلا نحو خمسين سنة؛ إذ ضعفت الدولة الطولونية، فعادت مصر تابعة للخليفة العباسي في بغداد. •••
واستمرت مصر تابعة لبغداد ثلاثين سنة أخرى، إلى أن وليها الأمير أبو بكر محمد الإخشيد في عهد الخليفة المقتدر العباسي؛ ففعل مثل ما فعل ابن طولون من قبل، واستقل بمصر، وصار عرشها وراثة له ولأولاده من بعده، واستمرت «الدولة الإخشيدية» في مصر بضعا وثلاثين سنة، وكان آخر ملوكها كافور؛ وهو عبد مملوك من مماليك بني الإخشيد! •••
ثم ضعفت الدولة الإخشيدية، فطمع في ملك مصر ملك من ملوك المغرب، اسمه المعز لدين الله الفاطمي، فزحف عليها من تونس في جيش كبير، فملكها في منتصف القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي).
وكان هذا الملك «المعز لدين الله» يقول إنه من أبناء السيدة فاطمة بنت سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم ؛ ومن أجل ذلك كان يسمي نفسه «الفاطمي»، ويرى أنه أحق بالخلافة من العباسيين في بغداد؛ فأنشأ خلافة فاطمية في مصر، وأعلن الاستقلال عن الخليفة العباسي في بغداد، وصار عرش مصر وراثة له ولأسرته من بعده أكثر من مائتي سنة.
وكان للفاطميين مذهب في الدين لا يوافقهم عليه أكثر المسلمين؛ لذلك لم تكد بوادر الضعف تظهر على ملوك الدولة الفاطمية في منتصف القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي)، حتى أخذ أصدقاء الخلافة العباسية في المشرق يتطلعون إلى غزو مصر، ليخلصوها من الفاطميين ومذهبهم «الشيعي». •••
Shafi da ba'a sani ba