Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Nau'ikan
وأهرعت جهان ذات صباح إلى مولاتها وقد قد قميصها:
6
الحماية يا مولاتي! - ماذا بك يا جهان؟ - السلطان يا مولاتي! - مالك وللسلطان؟ - لا يريد أن أكون لبيبرس! - وما شأنه ببيبرس؟ - لا شأن له به يا مولاتي، ولكنه يدعوني إلى ما لا أطيقه ولا يطيقه بيبرس. - أتعنين ... - نعم يا مولاتي، وقد قد قميصي ففرت من بين يديه ألتمس حمايتك. - وإذا أعاد محاولته يا جهان؟ - أقول له إنني لبيبرس، ولن أكون لغيره! - وإن أبى أن يستمع إليك؟ - لن يغلب إباؤه إبائي! - فإذا اغتصبك يا جهان؟ - أذود عن نفسي بيدي حتى أموت، ولا أخون أمانة بيبرس! - حماك الله يا جهان! •••
ووفت جهان بما وعدت، فلم تخن أمانة بيبرس، ذلك أن الملك العابث لم يكف عن محاولته تلك الدنيئة، ولم يعف حين أتيحت له الفرصة، فجد في أثر الفتاة البريئة يريد أن يغتصبها، فأبت عليه الفتاة ما أراد، تصونا ووفاء،
7
ولكن كبرياء الملوكية أبت عليه أن يتراجع، فاصطرع الشرف والكبرياء، وحدثت المأساة المروعة!
وكان بيبرس يدفع بسيفه في أقفية المنهزمين دفاعا عن بلاده ومليكه، حين كانت جهان تدفع بيدها في وجه ذلك المليك مستبسلة لا تريد أن تخون أمانة بيبرس.
وحملت على أعناق الرجال عذراء طاهرة لتوارى الثرى، وحمل النبأ إلى بيبرس غداة عودته مظفرا من أعظم معركة خاضتها مصر ضد الغزاة، وكان هو بطلها المجلى.
وأقسم بيبرس أن يثأر لفتاته ولو تخضب العرش بالدم! •••
وأسرف توران شاه في الشراب واحتجب، ولم يدع أحدا من الأمراء والسادة إلا ناله بمساءة، وانتزع السلطات من أيدي الأكفاء ليضعها في أيدي الأراذل من مماليكه وندمانه،
Shafi da ba'a sani ba