Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Nau'ikan
وبكت جهان الماشطة حتى قرح الدمع أجفانها؛ لأن القدر لم ينسأ
3
في أجل الصبي حتى يفي النيل وتزف إلى فتاها الذي ترقب موعده منذ سنين!
وبكى أمراء المماليك؛ لأن مولاتهم التي يضمرون لها الحب والولاء ويدينون لها بالطاعة قد مات وحيدها الذي كانت تهيئه لولاية العهد، وسيكون ولي عهد المملكة من بعده أميرا آخر من أمراء بني أيوب، لا تربطهم به آصرة وليس لهم عليه يد تقتضيه لهم الوفاء!
وخيم على القصر والقلعة والمدينة كلها جو من الحزن والكآبة! •••
وجلس الملك إلى زوجته الثكلى يحاول أن يواسيها ويسري عنها، وفي قلبه من الهم ما لا يجد عزاء منه ولا سلوانا.
قالت شجرة الدر: ليس ما بي والله يا مولاي أن خليلا قد مات وحرمت الأنس به، ولكني أخشى على هذه الدولة أن ينفرط عقدها إذا آل الأمر - بعد عمر مديد - إلى ولدك الأمير غياث الدين، وليس فيه كياسة تؤهله لولاية العرش.
4
فتأوه نجم الدين وحضره بثه، فأطرق لحظة يفكر، ثم رفع رأسه وهو يقول: لا تذكري غياث الدين للعرش يا أم خليل؛ فما أراه يصلح له أو يستقيم أمره، حسبه أن يظل في حصن كيفا أميرا على ما يليه من بلاد المشرق؛ فإني لأخشى إن نازعته نفسه إلى العرش أن يسعى بقدمه إلى حينه ويخترم في الشباب!
5
Shafi da ba'a sani ba