Shahararrun Mata a Duniyar Musulmi
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Nau'ikan
عملت ما في وسعها لتقف حائلا دون التفرقة بين المسلمين في وقت عصيب، فأدركت بغيتها بمهارة نسجلها هنا بفخار، ولا نتمالك من الدهشة تستولي أنفسنا للاضطراب الذي تخلل سلسلة أيام هذه المرأة الجميلة التي ختمت حياتها بتلك المأساة.
حياة كل شخص زمان قائم بنفسه، ونهايته بداية زمان آخر. «المعمورة»، يوم الخميس، 19 رمضان المبارك سنة 1331
الجزء الثاني
كلمة
نشرت قبل يومي هذا، بعام ونصف، الجزء الأول من «مخدرات الإسلام»، فلاقى إقبالا واحتراما بين أصحاب العلم والعرفان من أهل لساني المنتشرين في الممالك والبلدان الآهلة بالإسلام.
وردت إلي كتبهم ورسائلهم، تطفح بمعاني التزكية وعبارات التشجيع، فاغتبطت لذلك؛ إذ كنت أرى بنفسي ثمار البذور القليلة التي غرستها بيدي في حدائق المنفعة العامة، فشكرا للمولى سبحانه وتعالى وحمدا له على نعمائه، وأبدأ اليوم بالجزء الثاني من ربات الخدور، لأضم خمس بطلات شهيرات على الأربعة السالفات، وزيادة الأعضاء في محفل ربات الخدور، معناه زيادة التدليل والبرهان، وفي ذلك تقوية القناعة في الوجدان، فمعرفة بطلات الماضي أساس لرقي نساء الحاضر، والبناء المؤسس على قواعد ثابته رصينة يبشر بالدوام والخلود.
أولى البطلات في هذا الجزء: هي السيدة فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - كريمة فخر الأنبياء، نتوج بذكرها الجزء الثاني؛ لأنها فخر النساء.
البطلة الثانية: هي رابعة العدوية، مثل الزهد والتصوف.
الثالثة: هي الشاعرة الشهيرة الخنساء، تلك العبقرية الخالدة، تلك التي فاقت شعراء الخلف بمراثيها.
أما الرابعة: فأميرة المؤمنين زبيدة، والخامسة: الأميرة صبيحة ملكة قرطبة، وهاتان بطلتان حكمتا ردحا من الزمن، وسخرتا بلادا لإرادتيهما وصيرتا الشعب المحكوم منها كالشمعة تفرغانه من قالب لقالب وفق هواهما، فهما لذلك مثالان للعظة ننسخ منهما دروس الاعتبار.
Shafi da ba'a sani ba