٢٢ - قَالَ الْمُؤلف مرعي الْحَنْبَلِيّ سامحه الله تَعَالَى
قد أَحْبَبْت أَن أكتب تَرْجَمَة فِي ابْن تَيْمِية شيخ الْإِسْلَام اقْتِدَاء بأولئك الْأَئِمَّة الْأَعْلَام ومحبة فِي ذَلِك الإِمَام
فَأَقُول قد علمنَا علم الْيَقِين وتحققنا التَّحْقِيق الْمُبين من الثِّقَات الناقلين وأئمة الحَدِيث الناقدين أَن ابْن تَيْمِية الشَّيْخ تَقِيّ الدّين هُوَ الإِمَام الْحَافِظ الْحجَّة الْعلم الْمُجْتَهد الضَّابِط المتقن الْمُفَسّر أعجوبة الزَّمَان ترجمان الْقُرْآن سيد الْمُحَقِّقين وَسَنَد المدققين وَشَيخ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين والمعراج الْأَعْلَى فِي المعارف والمنهاج الْأَسْنَى فِي الْحَقَائِق والعوارف بروج سَمَاء مَعْرفَته كواكب الْعِنَايَة ومنشور رياض حَضْرَة أَعْلَام الْولَايَة بَحر لَيْسَ للبحر مَا عِنْده للجواهر وَحبر سما على السَّمَاء وَأَيْنَ للسماء مثل مَا لَهُ من الزواهر إنتظمت بِقَدرِهِ الْعَظِيم عُقُود الْملَّة الإسلامية وابتسمت بدره النظيم ثغور الثغور المحمدية تنوع فِي المباحث وفنونها وتضوع فِي الرياض وغصونها وتفوه بفصاحة وبلاغة فصاحة قيس وبلاغة أَوْس من دونهَا وخاض من الْعُلُوم فِي بحار عميقة وراض النَّفس ففاق فِي سلوك الطَّرِيقَة وَهُوَ فَخر الْمُتَأَخِّرين على الْحَقِيقَة ... تقدم رَاكِبًا فيهم إِمَامًا ... ولولاه لما ركبُوا وَرَاءه ...
فريد الْعَصْر إِلَّا أَنه شيخ الْإِسْلَام وحيد الدَّهْر إِلَّا أَنه لَا يقبل فَضله الانقسام ومفرد الزَّمَان إِلَّا أَنه الْقَائِم مقَام الْجمع والمستغرق لأوصاف
1 / 87