الملكية وَعلم الدولة السُّلْطَانِيَّة لَو أقسم مقسم بِاللَّه الْعَظِيم الْقَدِير إِن هَذَا الإِمَام الْكَبِير لَيْسَ لَهُ فِي عصره مماثل وَلَا نَظِير لكَانَتْ يَمِينه برة غنية عَن التَّكْفِير وَقد خلت من وجود مثله السَّبْعَة الأقاليم إِلَّا هَذَا الإقليم يُوَافق على ذَلِك كل منصف جبل على الطَّبْع السَّلِيم ولسنا بالثناء عَلَيْهِ نطريه بل لَو أطنب مطنب فِي مدحه وَالثنَاء عَلَيْهِ لما أَتَى على بعض الْفَضَائِل الَّتِي فِيهِ أَحْمد بن تَيْمِية درة يتيمة يتنافس فِيهَا تشترى وَلَا تبَاع لَيْسَ فِي خَزَائِن الْمُلُوك درة تماثلها وتؤاخيها انْقَطَعت عَن وجود مثله الأطماع وَلَقَد أَصمّ الأسماع وأوهى قوى المتبوعين والأتباع سَماع رفع أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن تَيْمِية إِلَى القلاع وَلَيْسَ يَقع من مثله أَمر ينقم مِنْهُ عَلَيْهِ إِلَّا أَن يكون أمرا قد لبس عَلَيْهِ وَنسب إِلَى مَا لَا ينْسب مثله إِلَيْهِ
والتطويل على الحضرة الْعلية لَا يَلِيق إِن يكن فِي الدُّنْيَا قطب فَهُوَ القطب على التَّحْقِيق أرسلوها فِي مكاتباتهم وفتاويهم الْمُوَافقَة لقَوْله الناصرة لَهُ وَقد ذكرت ذَلِك كُله فِي كتاب مَنَاقِب ابْن تَيْمِية
وَلَقَد أنصف ابْن فضل الله الْعمريّ حَيْثُ قَالَ فِي تَرْجَمَة ابْن تَيْمِية فَلَقَد اجْتمع عَلَيْهِ عصب الْفُقَهَاء والقضاة بِمصْر وَالشَّام وحشدوا عَلَيْهِ خيلهم ورجلهم فَقطع الْجَمِيع وألزمهم الْحجَج الواضحات أَي إِلْزَام فَلَمَّا أفلسوا أَخَذُوهُ بالجاه والحكام وَقد مضى ومضوا إِلَى المليك العلام ﴿ليجزي الَّذين أساؤوا بِمَا عمِلُوا وَيجْزِي الَّذين أَحْسنُوا بِالْحُسْنَى﴾ النَّجْم ٣١
1 / 62