الْمُنكر وَسَائِر أَنْوَاع الْجِهَاد مَعَ الصدْق وَالْأَمَانَة والعفة والصيانة وَحسن الْقَصْد وَالْإِخْلَاص والآبتهال إِلَى الله وَكَثْرَة الْخَوْف مِنْهُ والمراقبة لَهُ وَشدَّة التَّمَسُّك بالآثر وَالدُّعَاء إِلَى الله وَحسن الْأَخْلَاق ونفع الْخلق وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم وَالصَّبْر على من آذاه والصفح عَنهُ وَالدُّعَاء لَهُ وَسَائِر أَنْوَاع الْخَيْر
وَكَانَ ﵀ سَيْفا مسلولا على الْمُخَالفين وشجا فِي حلوق أهل الْأَهْوَاء من المبتدعين وإماما قَائِما بِبَيَان الْحق ونصرة الدّين
وَكَانَ بحرا لَا تكدره الدلاء وحبرا يَقْتَدِي بِهِ الرِّجَال الألباء وطفت بِذكرِهِ الْأَمْصَار وضنت بِمثلِهِ الْأَعْصَار واشتغل بالعلوم وَكَانَ ذكيا كثير الْمَحْفُوظ إِمَامًا فِي التَّفْسِير وَمَا يتَعَلَّق بِهِ عَارِفًا بالفقه وَاخْتِلَاف الْعلمَاء والأصلين والنحو واللغة وَغير ذَلِك من الْعُلُوم النقلية والعقلية
وَمَا تكلم مَعَه فَاضل فِي فن إِلَّا ظن أَن ذَلِك الْفَنّ فنه وَرَآهُ عَارِفًا بِهِ متقنا لَهُ
وَأما الحَدِيث فَكَانَ حَافِظًا لَهُ مُمَيّزا بَين صَحِيحه وسقيمه عَارِفًا بِرِجَالِهِ متضلعا من ذَلِك وَله تصانيف كَثِيرَة وتعاليق مفيدة فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول
وَلَقَد أثنى عَلَيْهِ وعَلى فضائله جمَاعَة من عُلَمَاء عصره وَلَقَد تَرْجمهُ ابْن عبد الْهَادِي هَذَا بشيخ الْإِسْلَام مدَار أَكثر وَذكر من مناقبه فِي تَرْجَمته أَشْيَاء خطيرة وعد كثيرا من مصنفاته وَنَصّ على نفائس من مؤلفاته
1 / 53