أن اباجهل جاء بشيء قذر ، وأمر رجلا من قريش بالقائه على النبي ، ففعل ، فأمرالله نبيه بتطهير ثوبه من الدنس.
ويحتمل ان تكون الآية دعوة إلى اجتناب الصفات الذميمة بناء على ارادة المعنى الثاني الفظة الرجز فتكون الآية تعليما للناس على النمط السابق ، فلا تدل على اتصاف النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بها.
3 الرجز بمعنى الصنم ، لنفترض أن المقصود منه في الآية هو الصنم ، لكن لا بمعنى أنه وضع لذاك المعنى ، وإنما وضع اللفظ لمعنى جامع يعم الصنم والخمر والازلام لاشتراك الجميع في كونها رجزا ، ولأجل ذلك وصف الجميع في مورد آخر بالرجس فقال تعالى : « إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه » (1).
ولكن يجاب عن هذا أيضا بأن النبي يوم نزلت الآية لم يكن عابدا للوثن بل كان مشمرا عن ساعد الجد لتحطيم الاصنام ومكافحة عبدتها ، فلا يصح أن يخاطب من هذا شأنه بهجر الاصنام إلا على السبيل الذي أشرنا إليه وهو توجيه الخطاب إلى النبي وإرادة الامة به لكون هذا النوع من الخطاب أبلغ في التأثير ، لأنه سبحانه إذا خاطب أعز الناس إليه بهذا الخطاب فغيره أولى به.
الآية الثالثة : عدم علمه بالكتاب والايمان
قوله سبحانه : « وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي إلى صراط مستقيم » (2).
زعم جماعة دلالة هذه الآية والعياذ بالله على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان فاقدا للايمان قبل الايحاء إليه.
لكن حياته الشريفة المشرقة بالإيمان ، والتوحيد ، تفند تلك المقالة ، فالتاريخ
Shafi 302