296

والوثن في شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك بتفسير الرجز بالصنم ، والوثن ، ويتضح بطلان هذا الادعاء والاستنباط إذا أمعنا في معاني واستعمالات هذه اللفظة في الكتاب العزيز.

ان الرجز استعمل في القرآن الكريم في معان ثلاثة : العذاب ، القذارة ، الصنم.

وقد استعمل الرجز ( بكسر الراء ) في تسع موارد في القرآن الكريم ، وقد اريد منه في جميعها العذاب إلا في مورد واحد : وهي : البقرة 59 ، والاعراف 134 ( وجاءت اللفظة فيها مرتين ) و135 و162 والانفال 11 وسبأ 5 والجاثية 11 والعنكبوت 34.

وجاء الرجز بضم الراء مرة واحدة وهي الآية التي نحن بصددها هنا (1).

وهذه الآية لا تدل على ما ذهب إليه الذين يزعمون بان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان على غير التوحيد قبل البعثة.

واليك بيان هذا الموضوع مفصلا :

1 ان الرجز لو كان بمعنى « العذاب » دلت الآية على هجر ما يستلزم العذاب ، فيكون الخطاب حينئذ مسوقا من باب التعليم ، ومن باب « اياك أعني واسمعي يا جاره » ، فيكون ظاهر الأمر هو مخاطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونهيه عما يستلزم العذاب ، وارادة تعليم الامة مثل قول الله تعالى في خطابه للنبي « فلا تكونن ظهيرا للكافرين » (2). وقوله تعالى : « لئن أشركت ليحبطن عملك » (3) فكما لا تدل الآية على وجود أرضية الشرك في شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم كذلك لا تدل الآية على وجود أرضية التعرض للعذاب في شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

2 إن الرجز لو كان بمعنى ( القذارة ) وهي تنقسم إلى مادية ومعنوية فيحتمل ان يكون المراد بناء على المعنى الأول اشارة إلى ما ورد في الروايات من

Shafi 301