135

فقال فلوتشين: «نعم نعم.»

وخيل لسارودين أن صاحبه يقول له: «إنك لست بخير منهم.»

ثم وقف فلوتشين يودع صاحبه وقال: «يجب أن أذهب الآن. إني مقيم بالفندق القائم في الميدان وأرجو أن أراك مرة أخرى.»

وفي هذه اللحظة دخل الخادم وحيا بهيئة رثه وقال: «سيدي إن السيدة الصغيرة هناك.»

ففزع سارودين وصاح به: «ماذا؟»

أجاب: «لقد حضرت يا سيدي.»

فقال سارودين: «آه! نعم سمعت.» وأدار لحظة في الغرفة مضطربا وأوجس خيفة وقال لنفسه: «أتراها ليدا مستحيل!»

فالتمعت عين فلوتشين وكأنما استجد جسمه الصغير الضعيف في ثيابه الواسعة البيضاء حيوته المفقودة فقال وهو يضحك: «حسن أسعد الله نهارك، أراك لا تزال على عهدك القديم ها ها!»

فابتسم سارودين وهو قلق وماشى زائره إلى الباب. ولما عاد سارودين قال لرفقائه: «والآن يا سادة كيف يجري اللعب؟ خذ (البنك) عني يا تاناروف إذا سمحت وسأعود إليكم عاجلا.»

وكان يتكلم بسرعة وعيناه قلقتان.

Shafi da ba'a sani ba