فنظر يوري إلى أخته مسرعا ثم استأنف الإكباب على الأوراق وحرك عطفه عليها إصفرارها وثقل جفونها وقال لنفسه: «لماذا قلت لها كل هذا؟ إن المسألة غامضة مستبهمة المعالم في رأيي ورأي الكثيرين من الناس. ولا مفر للمسكينة الآن من تعب القلب والخاطر فلماذا خبرتها؟» وأحس كأنما سيهم بتمزيق شعره.
وفي هذه اللحظة دخلت الخادمة وقالت: «سيدتي إن المسيو أناتول بافلوفتش قد حضر!»
فأسرع يوري وألقى إلى أخته نظرة فزعة فالتقت عينه وعينها فأشاحت لارتباكها بوجهها عنه إلى شافروف وقالت على عجل: «هل قرأت شارل برادلاف؟»
أجاب: «نعم قرأنا بعض كتبه مع دوبوفا وسينا كرسافينا إنها ممتعة!»
قالت: «نعم. أو قد عادنا؟»
أجاب: «نعم»
فسأل يوري وكتم انفعاله: «متى؟»
قالت: «منذ أول من أمس.»
فقال يوري: «حقا؟»
ونظر إلى أخته وخجل منها وأحس الخوف في حضرتها كأنما كان قد خدعها.
Shafi da ba'a sani ba