116

وكان هناك خفاش يطير تحت سقف البهو رائحا جائيا ولا يراه أحد واصطدم جناحاه مرات بالجدار ثم رفرف واختفى.

وأصغى يوري إلى أصوات الليل الغريبة ثم استأنف الكلام وقد زادت مرارة لهجته وصار صوته نفسه يدفعه ويستاقه فقال: «وشر ما في الأمر أنهم جميعا يعرفون ذلك وهم مع هذا متفقون على أن الحال يجب أن يظل كذلك، ثم ترينهم يمثلون مآسي مضحكة فيسمحون بأن يتزوجوا ثم يكذبون على الله والإنسان. ولا يذهب ضحية أحط الفساق وأدنأ المستهتكين إلا أنقى الفتيات وأطهرهن.» (قال هذا وهو يفكر في سينا كرسافينا).

ولقد قال لي سمينوف مرة «كلما كانت المرأة أطهر كان صاحبها أقذر.» وأراه على صواب.

فسألته لياليا بلهجة مستغربة: «أهذا كذلك؟»

فقال يوري وعلت وجهه ابتسامة مرة: «نعم كذلك بلا مراء.»

فتمتمت لياليا وقد خنقتها العبرات: «لا أعرف، لا أعرف شيئا عن هذا.»

فصاح بها يوري ولم يكن قد سمع ما قالت: «ماذا؟»

أجابت: «لا شك أن توليا ليس كالباقين! إن هذا مستحيل.»

وكانت هذه أول مرة ذكرت فيها اسم حبيبها بلفظ الإعزاز ثم طفقت تبكي فجأة، فوقع من نفسه بكاؤها وأمسك بيدها وقال: «لياليا! لياليا! ماذا جرى؟ لم أكن أقصد أن ... لا تبكي يا عزيزتي لياليا! ازجري العين عن بكاها.»

ونحى يديها عن وجهها وقبل أصابعها التي بللها الدمع فقالت وهي تنشج: «لا! لا! إن الأمر صحيح وأنا أعلم ذلك!»

Shafi da ba'a sani ba