115

فحار يوري وقال: «لا! لا! كلا ماذا يمكن أن أعرف عن أناتول بافلوفتش.»

فقالت لياليا ملحة: «لولا أنك تعلم شيئا لما قلت ما قلت.»

قال: «إن كل ما أعنيه هو ...»

ثم قطع الكلام فجأة واستحيا وعاد فقال: «إننا معشر الرجال كلنا فساق.»

فلزمت لياليا الصمت هنيهة ثم انفجرت ضاحكة وقالت: «نعم، أعرف ذلك.»

فلم ير أن لضحكها هذا محلا وقال بشيء من الغيظ: «لا يحسن بك الاستخفاف بالأمور إلى هذا الحد. كذلك لا يسعك أن تحيطي بكل ما يجري. وأنت خالية الذهن مما في الحياة من حقارة. أنت أصغر سنا من أن تلمي بهذا وأنقى وأطهر.»

فقالت لياليا ضاحكة وقد سرها كلامه: «أهذا كذلك حقا؟»

ثم اتخذت لهجة الجد فقالت: «أتحسب أني لم أفكر في مثل هذه الأمور؟ لقد فكرت وآلمني وأحزنني أننا نحن النساء نكترث لسمعتنا وطهرنا وعفتنا كل هذا الاكتراث ونخاف أن نخطو خطوة لئلا ... لئلا ... نهوي ونسقط، على حين يعد الرجال إغراء الفتاة من مظاهر البطولة. إن هذا ظلم شنيع، أليس كذلك؟»

فقال يوري بمرارة وإن كان على ذلك قد وجد شيئا من الارتياح إلى الاعتراف بمعايبه وذنوبه ولكنه اعتراف يخالطه الشعور بأنه ليس كالناس في شيء: «نعم هذا أظلم شيء في الدنيا. سلي من شئت منا أيرضى أن يتزوج من ... (وهم أن يقول مومسا ولكنه رد هذا اللفظ واعتاض منه) غنجة يقل لك «كلا» ومن أي الوجوه يفضل الرجل المرأة الغنجة؟ إنها تبيع نفسها في مقابلة المال على الأقل لترتزق وتعيش، فأما الرجل فيطلق لشهوته العنان بلا خجل ولا استحياء.»

فصمتت لياليا.

Shafi da ba'a sani ba