238

لحافظين (1). وجملة الأمر أن الحال كما قال من قال :

أتمشى في حذار

مثل من يطلب صيد (2)

انتهى. ومن قواعد أهل الدكن المأثورة ورسومهم المشهورة اعتناؤهم بعشر محرم الحرام ، وإحياؤهم لتلك الليالي والأيام ، فإنهم منذ يستهلون الشهر إلى أن تنقضي العشر لا يزالون في مآتم من الأحزان ومآئر من الأشجان ، ينصبون أعلاما قد جللوها بأنواع الحلل المزخرفة ، ويعظمونها ولا تعظيم شعائر الله المشرفة ، ويلقون عليها من أقسام الفلول (3) والأزهار ، ما يزدري بنواضر الرياض ذوات الأنوار ، فيقيمون عندها النوح والمآتم ، ويحيون سننا قد افترضوها من فواتح وخواتم ، فإذا أظلم الليل أججوا قريبا منها نارا يعظمون هولها ، ويندبون الحسين عليه السلام وهم يطوفون حولها. وما من بيت إلا وقد نصبوا فيه جملة من هذه الأعلام ، زاعمين أن ذلك من أقرب القرب وأعظم شعائر الاسلام. وكل منهم قد لبس ثوب الحداد ، وتدرع جلباب السواد ، وهم مع ذلك يجعلون حول هذه الأعلام من التماثيل ما يعد من الترهات والأباطيل ، وينفقون على ذلك مئين وألوف ، لشأن عندهم معروف ومألوف ، فترى الأرض حديقة أخذت زخرفها وازينت ، وتنوعت (بريط) (4) أزاهيرها وتلونت. فتبرز حينئذ ربات الحجال إلى هذه المقترحات (5) بين الرجال ، فيأخذ كل من ذوي الله والشجو نصيبه المقسوم ، ويتمتع كل من الفريقين بقيام هذه القواعد والرسوم. ولهم في هذه الأيام نوادر لا يبين عنها

Shafi 253