Zaman Lafiya na Duniya da Gudunmawar Mace a Cikinsa
السلام العالمي ونصيب المرأة في تحقيقه
Nau'ikan
للمحافظة على النظام الموضوع. وكان القيصر إسكندر الأول قيصر روسيا هو أول من قدم اقتراحا صريحا بنزع السلاح في سنة 1816، وبعده تألفت ثلاث جمعيات سلمية في الولايات المتحدة، وهي: جمعية الصداقة المسيحية، وجمعية نيويورك للسلم، وجمعية ماساشوستس للسلم. واندمجت هذه الجمعيات معا في جمعية واحدة تحت اسم الجمعية الأمريكية للسلم سنة 1828، وكان لهذه الجمعية أثرها في انتشار فكرة السلام في أميركا وبريطانيا وفرنسا. وتبع ذلك مؤتمرات عدة عقدت في باريس ولم تأت بثمرة.
واجتمع أول مؤتمر للسلم في بروكسل سنة 1848، وتلاه مؤتمرا باريس ولندره، واتفق في هذه المؤتمرات على إنشاء جمعيات سلمية جديدة، ومنع القروض الحربية، ونشر معاهدات التحكيم بين الدول، وتخفيض التسلح ووضع قواعد للقانون الدولي.
وفي سنة 1855 ألف الكاتب الروسي الشهير «ليون تولستوي» كتابه «سباستبول» ضمنه وصف حصار تلك المدينة أثناء حرب القرم. ثم كتب بعده كتاب «الحرب والسلم»، وهو بمثابة احتجاج على الحرب. وبقي تولستوي طول حياته يجاهر بأن القوة لا تعالج بالقسوة، بل يجب أن تنفذ وصية الإنجيل: «من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر.» ولقد كان لهذا الكاتب العظيم تأثير كبير في حركة العصيان المدني التي قامت في روسيا.
وفي سنة 1889 ابتدأ التنظيم الدولي للأفكار السلمية، وعقدت المؤتمرات العديدة لهذا الغرض بعد إنشاء مكتب السلم بمدينة برن سنة 1891. واقترح بعد حرب السبعين إنقاص التسلح عدة دفعات في برلمانات إنجلترا وفرنسا، ثم عقد مؤتمر السلام في لاهاي سنة 1899 بناء على دعوة القيصر نيقولا الثاني، وطرحت فيه مسألة إنقاص التسلح، ولكته لم يسفر إلا عن التصريح الآتي، وهو «يرى المؤتمر أن نزع السلاح الذي أثقل كاهل الأمم، أمر مرغوب فيه جد الرغبة لسعادة العالم المادية والمعنوية.» ولم يكن لهذا المؤتمر أي تأثير ولا نتيجة، ولم تكد أعماله تنتهي حتى بدأت الحرب بين بريطانيا العظمى وجمهوريات الترنسفال والأورانج في جنوب أفريقيا في أكتوبر سنة 1899، بل اضطر القيصر نفسه أن يجرد جيوشه لرد غارة اليابان على منشوريا، فكانت الحرب قاسية بين الفريقين (1904-1905).
وعقدت بعد ذلك مثل تلك المؤتمرات بواشنجطن سنة 1899، والمكسيك سنة 1902، وريوديجانيرو سنة 1906، وهكذا تدرجت الأفكار السلمية وارتقت. وبعد أن كانت قاصرة على الاحتجاج الأدبي على الحرب تحولت إلى مجهودات وضعية لإقامة نظام دولي ذي صيغة اجتماعية، الغرض منها ضمان حياد الشعوب والدول، وتعاونها على أساس السلم والقانون، وجعل التحكيم هو الوسيلة لفض المنازعات الدولية.
فعقد في لاهاي سنة 1907 بناء على دعوة الولايات المتحدة المؤتمر الثاني للسلام، وكان أوسع نطاقا من مؤتمر سنة 1899؛ إذ حضره مندوبو 44 دولة، أي جميع دول العالم المتمدينة تقريبا، وتمت فيه اتفاقات عديدة خاصة بحق الحروب وبداية الأعمال العدائية في الحرب. وعقد كذلك مؤتمر للسلم في بونوس أيريس سنة 1910.
وبالرغم من المؤتمرات التي عقدت في القرن التاسع عشر للسلام، والوسائل التي درست لفض المنازعات الدولية على أساس السلم، وبالرغم من الجمعيات المتعددة التي أنشئت لوضع القانون الدولي واستيفائه؛ فإن ذلك كله لم يمنع نشوب الحرب العظمى التي اشترك فيها العالم كله تقريبا، وما زلنا نعاني نتائجها المرة حتى الآن.
على أن ما عاناه العالم مدة الحرب العظمى من الكوارث المتنوعة لم يثبط همم العاملين، بل ضاعف من نشاطهم في الاستمرار على الدعوة للسلام، ودفع المفكرين إلى استنباط الطرق الفعالة التي تؤدي إلى استتبابه. فتكونت منهم جماعات مختلفة لخدمة ذلك الغرض. منها لجنة بريس في إنجلترا سنة 1917 التي وضعت مشروعا لمنع الحروب، وكونت جماعة أسمتها عصبة الأمم في سنة 1917، ومنها الجماعة المعروفة باسم لجنة تدعيم السلام، التي تكونت في أمريكا برياسة الرئيس «تافت»، وجماعة عصبة الأمم الفرنسية التي تكونت تحت رئاسة المسيو ليون بورجوي
Leon Bourgeois ، ثم عنيت بعض الحكومات بتلك الحركة السلمية وعملت على نجاحها. وكونت حكومات السويد والنرويج والدانمارك لجانا كانت تعمل مستقلة ثم وحدت جهودها، فلما انتهت الحرب عهدت حكومات الحلفاء إلى لجنة من كبار علماء القانون الدولي العام، وضع صيغة لعهد ينظم هذه الجماعة، فلما أتمت اللجنة عملها وضعت مشروع عصبة الأمم، فأقرته دول الحلفاء وعرض على حكومات بعض الدول المحايدة لإبداء ملحوظاتهم عليها، وأخذ ببعض هذه الملاحظات، ووضع العهد في صيغته النهائية في أبريل سنة 1919، وأدمج في المعاهدات التي عقدت مع دول الأعداء، ووضع موضع التنفيذ في سنة 1920. وراعت اللجنة في وضعها لمشروع عهد عصبة الأمم الاقتراحات التي وضعتها الحكومة الإنجليزية، واقتراحات الرئيس ولسن التي تتضمن إنشاء جمعية تضم شعوب العالم، يكون عملها ضمان طرق المواصلات البحرية العظمى وحرية الملاحة فيها لجميع الشعوب، ومنع الحروب التي تقوم خروجا على المعاهدات أو قبل إخطار سابق.
وظهر تصريح ولسن في 8 يناير سنة 1918، ذلك التصريح الذي كان لشروطه الأربعة عشر تأثير عظيم على العالم المتعطش للسلم؛ إذ أحل الأمل محل اليأس في قلوب بعض المتحاربين وغير المتحاربين، وكان له رنة سرور عظيمة، على الأخص في البلاد الضعيفة التي علقت عليه آمالها في تحقيق أمانيها القومية، ولكن بكل أسف، إن هذه الشروط التي استقبلها العالم بالتهليل والتكبير، لم تصادف من الحلفاء تأييدا، واستنكرها الشعب الأمريكي استنكارا أعجز الرئيس ولسون عن الدفاع عن مشروعه والعمل على تنفيذه.
Shafi da ba'a sani ba