Zaman Lafiya na Duniya da Gudunmawar Mace a Cikinsa
السلام العالمي ونصيب المرأة في تحقيقه
Nau'ikan
وظهرت الدول الحديثة واستندت على مبدأ السيادة المطلقة، وأنكرت التعاون بينها وتنازعت البقاء، فظهر نظام التوازن الأوروبي القائم على الميول الفردية المحضة لكل دولة بذاتها، وأصبح قبلة تلك الدول، فزال كل أمل في توحيد العالم وإخضاعه لسيادة واحدة، وتبخرت غاية القرون الوسطى وحلت محلها غاية الأثرة والمنفعة والسيادة.
وتطورت أوروبا بعد ذلك تحت تأثير عصر النهضة «الرنيسانس»، فنشأت فكرة الإصلاح الديني والثورة ضد الكنيسة الرسمية، فزادت عوامل الفوضى والانقسام، وتعددت الحروب الدينية ودامت قرنا كاملا، حتى انتصرت فكرة الإصلاح في النهاية في أواسط أوروبا وغيرها، وكان انتصارها قضاء مبرما على ما تبقى من وحدة أوروبا.
وهكذا سادت الحروب المتعددة القرن السادس عشر والسابع عشر، وأنتجت في النهاية ثورة فكرية في سبيل السلام، وأبرزت طائفة من المفكرين والفلاسفة أمثال ديكارت وهوبز وسبينوزا ولببنتز الذين حاولوا إقامة نظم فلسفية، ووضع أساس نظري للحرية الفردية والحرية السياسية.
وظهرت مؤلفات كثيرة حاول واضعوها خلق نظام جديد لتحقيق السلم العالمي. ومن بين هذه الكتب كتاب «تقريظ السلم» الذي صور فيه مؤلفه خسائر الحروب وفظائعها، وأظهر حسنات السلم وفوائده. وكذلك كتاب
Le Nouveau Cynée
لأمريك كروسيه؛ فقد بحث فيه عن إقامة نظام دولي يتفق ومبدأ السيادة المطلقة، فاقترح إنشاء جمعية دولية تجتمع في مدينة البندقية، وتشترك فيها جميع الدول بغض النظر عن الأديان؛ لما بين الدول المختلفة من روابط التضامن التي تحتم عليها جميعا العمل على استتاب السلم وتوطيد أركانه. وذلك بفض جميع المنازعات التي قد تنشأ بينها، بالطرق الودية وبدون الالتجاء إلى الحرب، ومن بين هذه المؤلفات المؤلف الذي وضعه
L’Abbé de St.
واقترح فيه مشروعا لتحقيق السلم الدائم بعقد معاهدة بين الدول؛ لإقامة تحالف دائم بينها والاتفاق فيه على استنكار الحرب، وعلى حل منازعاتها المختلفة بطريق الوساطة. وفي حالة فشل هذه الوساطة تتجه الدول إلى هيئة مكونة من الممثلين السياسيين للدول الحليفة؛ كي تلزم الدولة المعتدية باحترام الحكم الصادر عليها. فإذا رفضت التنفيذ وجب على هذه الهيئة أن تستعمل القوة ضدها حتى تنزل على حكمها وتعوض الخسائر الناتجة من عملها.
أعقب ذلك الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية التي نصت في دستورها الصادر في مايو سنة 1790 على تنازلها عن الدخول في حرب مقبلة، وعن عدم استعمال سلاحها في وجه حرية أي شعب. ولكنها لم تلبث أن أعلنت الحرب على النمسا في 20 أبريل سنة 1792. وتلتها حروب الجمهورية. وبعد انتهاء هذه الحروب وسقوط نابوليون وضع مؤتمر فينا سنة 1815 نظاما جديدا في أوروبا، يستند إلى مبدأ التوازن وإنشاء مجتمع الدول الأوروبية
Un Concert Europèen
Shafi da ba'a sani ba