Salah Din Ayyubi
صلاح الدين الأيوبي وعصره
Nau'ikan
كان أول عمل اهتم له السلطان - بعد صلح سنة 1176م - محاولته القضاء على الإسماعيلية؛ لتكرر اعتداء فتاكيهم عليه، وكان لهم قلاع بالشام أكبرها «مصيات» فذهب إليها ونهب عسكره منها غنائم كثيرة واكتفى بهذا المقدار ورجع عنهم بشفاعة خاله.
وبعد ذلك بدأت أول حلقة من سلسلة مواقعه مع الفرنج، وكان الحرب بين الطرفين سجالا، ولكن صلاح الدين ابتدأ حروبه بانهزام عظيم سنة 1177م/573ه عند الرملة، وكان ذلك الانهزام نتيجة نقص في الاحتراس وتراخ في النظام عندما كان جيشه يعبر نهرا، وقد قتل في تلك الواقعة جماعة من أهله وأسر غيرهم، وكان من أعز الأسرى عليه الفقيه المحارب عيسى الهكاري صديقه القديم الذي كان له يد كبرى في منع خروج الأمراء عليه عندما تولى الوزارة بعد موت عمه شيركوه، وقد افتداه السلطان بستين ألف دينار، وكانت كسرة الرملة ذات أثر كبير في نفسه، حتى إنه ذكرها لأخيه شمس الدولة تورانشاه في خطاب قال فيه:
ذكرتك والخطي يخطر بيننا
وقد نهلت منا المثقفة السمر
ويقول أيضا: «لقد أشرفنا على الهلاك غير مرة، وما أنجانا الله إلا لأمر يريده سبحانه.»
وقد أطمعت واقعة الرملة المسيحيين فساروا إلى حماة، وكان صاحبها خال صلاح الدين «شهاب الدين الحارمي»، ولكن حظ الإفرنج كان هذه المرة أقل سعدا فانهزموا بعد أيام أربعة، وساروا إلى قلعة حارم (بقرب حلب) - وهي داخلة في دولة الملك الصالح - فلم يقدروا على أخذها كذلك، وأغاروا على حمص فاكتفوا بنهب ما وصلت إليه أيديهم.
وكان صلاح الدين قد عاد إلى مصر بعد كسرة الرملة ليصلح ما أفسدته تلك الهزيمة، ولم يطل مكثه بها بل عاد إلى الشام، وكانت عودته في الوقت المناسب؛ لأن الصليبيين كانوا يسيرون بين حلب ودمشق في جرأة لم تعهد منهم منذ نصف قرن. ومنذ عودته إلى الشام رجحت كفة المسلمين فهزموا أعداءهم مرة قرب دمشق سنة 1178م/574ه، وسار صلاح الدين بعد ذلك إلى حصن كان الفرنج بنوه بقرب دمشق واسمه مخاضة الأحزان، وهناك كانت موقعة كبرى سنة 1179م/575ه هزم فيها الفرنج وأسر كثيرا من أبطال الصليبيين مثل مقدم الداوية (رئيس فرقة التمبل أو المعبد)
3
ومقدم الاستبارية (رئيس فرقة القديس يوحنا)
4
Shafi da ba'a sani ba