Yarinyar Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Nau'ikan
قالت: «بعد أن ألقي القبض علي تعرضت للضرب مدة يومين، لكني رفضت التعاون معهم، وذات ليلة سحبني المحقق للخارج ونزع العصابة عن عيني ... رأيت جثثا ... مغطاة بالدم. هؤلاء أعدموا ... كانوا نحو عشر أو اثنتي عشرة جثة. تقيأت، وأخبرني بأنني سألقى نفس المصير ما لم أعترف. كان يحمل مصباحا يدويا في يده، فسلطه على وجه أحد الموتى. كان شابا، وكان اسمه مكتوبا على جبهته: مهران كبيري.»
مع أنني أعلم جيدا أن كل ما حدث ليلة الإعدام كان حقيقيا، فقد تعاملت معه كأنه كابوس، وحاولت جاهدة إبعاده عن ذاكرتي قدر الإمكان، ولكنه عاد الآن حيا. تثاقلت أنفاسي. قد تشاهد ترانه ما شاهدته أنا تلك الليلة، ولم يكن بوسعي أن أساعدها بأي وسيلة.
أخبرتني ترانه أنها سمعت أن الحرس يغتصبون الفتيات قبل إعدامهن لأنهم يعتقدون أن العذارى يذهبن إلى الجنة بعد الموت.
قالت: «مارينا، يمكنهم أن يقتلوني إذا أرادوا، لكني لا أريد أن أتعرض للاغتصاب.» •••
كانت لدينا سجينة حبلى في غرفتنا تدعى شيدا. كانت في العشرين من عمرها تقريبا، وعليها حكم بالإعدام أيضا، لكن تنفيذ الحكم تأجل، لأنه من المخالف للشريعة إعدام الحبلى أو المرضع. كان لها شعر بني فاتح طويل، وعينان بنيتان، وزوجها ينتظر تنفيذ حكم الإعدام أيضا. لم نكن نتركها وحدها قط كي لا ندع لها فرصة للقلق. فتاتان على الأقل كانتا تلازمانها معظم الوقت. وبالرغم من هدوئها الدائم كانت الدموع تنهمر من عينيها في صمت من حين لآخر. كان بوسعي أن أتخيل قدر معاناتها، فهي لم تكن قلقة على نفسها فحسب، بل أيضا على زوجها وجنينها. ***
ذات ليلة استيقظنا على صوت إطلاق النيران. نهضت جميع الفتيات، وجلسن في أسرتهن، وحدقن في النوافذ. كل رصاصة كانت تعني حياة ضائعة؛ نفسا أخيرا؛ عزيزا تمزقت أشلاؤه بينما أسرته تنتظره وتأمل في عودته. سوف يدفنون في قبور مجهولة بلا شواهد تحمل أسماء من فيها.
همست سارة: «سيرس ...»
كذبت عليها: «سيرس بخير؛ أعلم أنه بخير.»
امتلأت عينا سارة السوداوان بالدموع، وأخذت تنشج وصوتها يعلو شيئا فشيئا. طوقتها بذراعي وعانقتها، لكنها دفعتني بعيدا وأخذت تصرخ.
اقتربت منها بعض الفتيات محاولات تهدئتها: «اهدئي يا سارة. خذي نفسا عميقا.»
Shafi da ba'a sani ba