Yarinyar Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Nau'ikan
كان صوته حنونا رقيقا أعطاني الشجاعة التي أحتاجها، فخرجت من أسفل الفراش. كان يرتدي ثوبا أبيض طويلا وكان حافي القدمين. لمست أصابع قدميه فوجدتها دافئة. انحنى، ورفعني، ثم جلس على فراشي، وأجلسني على حجره، فملأت أنفي رائحة زكية كعبير أزهار النرجس في يوم مطير.
قال وهو يربت على شعري: «كنت تنادينني فأتيت.» أغمضت عيني، وتحركت أصابعه بين خصلات شعري مذكرة إياي بنسائم الربيع وأشعة الشمس الدافئة وهي تداعب أغصان الأشجار. ملت على صدره يخالجني شعور بأني أعرفه، كأننا التقينا من قبل، لكن لا أعلم متى أو أين. نظرت إليه، فارتسمت على وجهه ابتسامة عميقة دافئة.
سألته: «لم لا ترتدي خفا في قدميك؟» - «لا حاجة إلى الخف في المكان الذي أتيت منه.» - «هل أنت ملاكي الحارس؟» - «من تظنين أني أكون؟»
نظرت إليه لحظة. وحده الملاك يملك عينيين كهاتين. - «أنت ملاكي الحارس.» - «هذا صحيح.» - «ما اسمك؟» - «أنا ملك الموت.»
كاد قلبي أن يتوقف. «أحيانا يكون الموت صعبا، لكنه ليس سيئا أو مخيفا. إنه رحلة إلى الله، ولأن الناس لا يموتون إلا مرة واحدة، فهم لا يعرفون الطريق، ولذلك فأنا أرشدهم وأساعدهم.» - «هل أتيت لتأخذني معك؟» - «كلا، ليس الآن.» - «هل ساعدت جدتي؟» - «نعم.» - «هل هي سعيدة؟» - «إنها في غاية السعادة.» - «أتبقى معي قليلا؟» - «أجل.»
ملت على صدره مرة أخرى وأغمضت عيني. لطالما تساءلت بم تشعر الطيور وهي تحلق في الهواء وتغتسل بأشعة الشمس وتعانق السماء. الآن عرفت.
عندما استيقظت في الصباح التالي كنت في فراشي لا أرى أي ملائكة حولي.
الفصل الرابع
استيقظت من نوم عميق على صوت يناديني بينما أشعر بألم حاد في كتفي الأيمن. كانت رؤيتي مشوشة، وكان حامد يقف عند رأسي ويركل كتفي. تذكرت أن عليا قد تركني في تلك الزنزانة ، لكن لم أكن أعرف كم من الوقت قضيته هنا.
قلت: «نعم، نعم.» - «هيا انهضي!»
Shafi da ba'a sani ba