Yarinyar Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Nau'ikan
في الليلة التي ألقي فيها القبض على سارة وسيرس، كنت مستلقية في فراشي أقرأ ديوانا شعريا بقلم فروغ فرخ زاد عندما انفتح باب غرفتي فجأة وظهرت أمي عند الباب.
قالت: «لقد اتصلت للتو والدة سارة.»
شعرت أني أتنفس قطعا من الجليد. «ألقى «الحرس الثوري» القبض على سارة وسيرس منذ ساعة تقريبا، واقتيدا إلى سجن «إيفين».»
فقدت الشعور بجسدي.
سألت أمي: «ما الذي فعلاه؟»
يا لهما من مسكينين سارة وسيرس! لا بد أنهما شعرا بالرعب، لكنهما سيكونان بخير ... لا بد أن يكونا بخير. - «أخبريني يا مارينا، ماذا فعلا؟»
أغلقت أمي باب الغرفة خلفها، واتكأت عليه. - «لا شيء. سارة لم تفعل شيئا، لكن سيرس عضو في جماعة المجاهدين.» بدا صوتي واهنا بعيدا. كانت منظمة «مجاهدي خلق» جماعة إسلامية يسارية تقف في وجه الشاه منذ الستينيات من القرن العشرين؛ وبعد نجاح الثورة الإسلامية، عارض أعضاؤها السلطة المطلقة لآية الله الخميني بوصفه المرشد الأعلى لإيران، ووصفوه بالطاغية، وهكذا أعلنت الحكومة الإسلامية أن «مجاهدي خلق» جماعة محظورة. - «إذن ربما ألقوا القبض على سارة بسبب سيرس.» - «ربما.» - «مسكينة والدتهما! كم كانت قلقة عليهما!» - «ألم يقل الحرس أي شيء؟» - «أخبروا والديهما ألا يقلقا، وأنهم يرغبون في إلقاء بعض الأسئلة عليهما فحسب.» - «إذن ربما يطلقون سراحيهما قريبا.» - «طبقا لما تقولين، فإنني على يقين من أنهم سيطلقون سراح سارة قريبا. أما سيرس ... كان عليه أن يكون أكثر وعيا. لا داعي للقلق.»
غادرت أمي الغرفة، وحاولت أن أفكر، لكنني لم أستطع. شعرت بالإنهاك، فأغمضت عيني، واستغرقت في نوم عميق.
على مدار الاثني عشر يوما التالية، كنت أقضي معظم وقتي نائمة. حتى القيام بأبسط المهام بدا لي مرهقا ومستحيلا. لم أكن أشعر بالجوع أو العطش، ولم أرغب في القراءة أو الذهاب إلى أي مكان أو الحديث مع أي شخص. كل ليلة تخبرني أمي أنه لم تصل أي أنباء عن سارة وسيرس. منذ أن ألقي القبض عليهما، أدركت أنني سأكون التالية؛ فاسمي كان مدرجا في قائمة الأسماء والعناوين التي شاهدتها معلمة الكيمياء باهمان خانم في حجرة مكتب ناظرة المدرسة محمودي خانم التي تنتمي للحرس الثوري. كانت باهمان خانم امرأة طيبة، حذرتني من أن تلك القائمة موجهة لمحاكم الثورة الإسلامية. لكن لا يوجد ما أفعله سوى الانتظار، فليس بوسعي الاختباء. وأين عساي أن أذهب؟ الحرس الثوري مجموعة من قساة القلوب الذين لا يعرفون الرحمة؛ فعندما يذهبون للقبض على أحد الأشخاص ولا يجدونه في منزله، فإنهم يلقون القبض على من يجدونه هناك. لم أستطع المخاطرة بحياة والدي كي أنقذ نفسي. خلال الأشهر القليلة الماضية، ألقي القبض على مئات الأشخاص بتهمة معارضة الحكومة بطريقة أو بأخرى. •••
في التاسعة مساء ذهبت كي أستحم، وفور أن فتحت الصنبور وبدأت المياه الساخنة تتدفق، دق جرس الباب، فانقبض قلبي. لم يكن أحد يطرق باب منزلنا في تلك الساعة.
Shafi da ba'a sani ba