Yarinyar Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Nau'ikan
استيقظت وأنا أشعر بشيء بارد على جبهتي؛ إنها أكرام تقف بجوار فراشي وتضع يدها الباردة علي، وهي تبكي في صمت والهالات السوداء تظلل عينيها. لم أستطع أن أتذكر أين أنا، فذكرتني بأنني في المستشفى، وسألتها هل مات علي بالفعل، فأكدت لي ذلك. تسللت بجواري في الفراش وهي تبكي، وطوقت كتفي بذراعها.
وعندما استرددت وعيي قليلا أخبرني السيد موسوي بأنه سوف يجري الترتيبات اللازمة لإطلاق سراحي، لكنهم أخبروه بأن عليه إعادتي إلى «إيفين» بعض الوقت، وأخبرني أيضا بأن عليا كتب وصية قبل وفاته ببضعة أيام ترك لي فيها كل ممتلكاته، لكني أخبرت السيد موسوي أنه ليس من حقي أن أرث أيا من ممتلكات علي.
سألني: «ألا ترغبين في إخبار عائلتك بأمر زواجك؟»
فلم أجبه. - «لقد منحت ابني السعادة، ومن حقك أن تبدئي حياة جديدة.»
جلس على مقعد بجوار فراشي ممسكا بمسبحة كهرمانية اللون في يده تعرفت عليها في الحال، فقد كانت تخص عليا. سألته عن أحوال فاطمة خانم، فأخبرني أنها رابطة الجأش.
سألته: «وكيف حال أكرام؟» - «لقد أتت لزيارتك منذ يومين وحاولت أن تتحدث معك، لكنك لم تكوني على ما يرام.»
فتذكرت: «نعم لقد كانت هنا ...»
علت وجهه ابتسامة خافتة فخورة وهو يقول: «لقد وضعت طفلها. إنه صبي.» - «متى حدث ذلك؟» - «جاءها المخاض بعد أن أخبرناها بوفاة علي.»
كانت أكرام في نفس المستشفى الذي كنت به، فقد نزفت كثيرا، لكنها الآن بخير؛ والطفل أصيب باليرقان، لكن حالته تتحسن.
قبل أن يعيدني السيد موسوي إلى «إيفين»، اصطحبني لأرى أكرام وطفلها الذي أطلقت عليه اسم علي، وفي طريقنا لغرفة أكرام مررنا بنافذة كبيرة الحجم يرقد خلفها نحو ثلاثين طفلا بعضهم نائم والبعض الآخر يبكي. أشار السيد موسوي إلى طفل ضئيل الحجم ذي وجه متغضن أحمر اللون يصرخ غاضبا؛ إنه علي الصغير. طلبت أن أحمله، فأحضرته لي الممرضة، وتوقف عن البكاء ما إن بدأت أهدهده بين ذراعي، وأخذ يمتص معطفي. إنه جائع. لم أتمكن من حبس دموعي، فأخذته إلى أكرام التي ألقمته ثديها.
Shafi da ba'a sani ba