Yarinyar Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Nau'ikan
لقد كرهته، وغضبت منه، وحاولت أن أسامحه، وعبثا حاولت أن أبادله الحب.
حاول جاهدا التقاط أنفاسه، وأخذ صدره يرتفع وينخفض حتى سكن تماما. كان العالم يتحرك من حولنا، لكن عالمنا قد توقف. وددت لو كان بوسعي الوصول إلى الأعماق المظلمة للموت كي أعيده مرة أخرى.
أضواء سيارة الإسعاف البراقة ... ألم حاد في بطني ... ثم اختفى العالم المحيط بي ولفني الظلام ... •••
وقفت في غابة مورقة حاملة طفلي بين ذراعي، كان صبيا جميلا ذا عينين واسعتين داكنتين ووجنتين متوردتين، مد يده الصغيرة وأمسك شعري وهو يقهقه فضحكت، ورفعت بصري فرأيت ملاك الموت، فجريت نحوه. حياني بابتسامته الدافئة المألوفة، وتسلل إلي عطره المحبب. شعرت كأنني رأيته في اليوم السابق؛ كأنه لم يفارقني قط.
قال لي: «هيا بنا نسير قليلا.» وسلك طريقا اختفت معالمه وسط الغابة، فاتبعته. كان يوما صحوا، وبدا كأن الأمطار قد توقفت للتو، فأوراق الأشجار المحيطة تلمع بقطرات المطر. أحاطت بنا شجيرات من الزهور الوردية في كل مكان، وكان الجو جميلا دافئا. كنت قد تخلفت عنه حتى اختفى خلف شجرة، فزدت من سرعتي كي ألحق به، ووجدته جالسا على صخرة الصلاة فجلست بجواره.
قال لي: «ابنك جميل.»
بدأ الطفل يبكي، ولم أدر ماذا أفعل.
قال الملاك: «ربما يكون جائعا، عليك أن تطعميه.»
أعطيت الطفل ثديي فالتقمه بفمه الدافئ الصغير، كأنني فعلت ذلك آلاف المرات من قبل. •••
فتحت عيني، فوجدت سائلا ينزل قطرة قطرة من كيس بلاستيكي شفاف إلى أنبوب. تابعت الأنبوب بعيني فوجدته متصلا بيدي اليمنى. كانت الغرفة مظلمة فيما عدا مصباحا ليليا خافتا، وأنا أرقد على فراش أبيض نظيف. رأيت هاتفا على مائدة صغيرة بجوار الفراش، فحاولت الوصول إليه بيدي اليسرى، فشعرت بألم حاد في بطني، فتراجعت وأخذت نفسا عميقا حتى خف الألم. وضعت السماعة على أذني لكنها كانت معطلة، فانهمرت الدموع من عيني.
Shafi da ba'a sani ba