Yarinyar Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Nau'ikan
وصلت أكرام واستقبلتني بالعناق والقبلات. كانت على وشك الوضع خلال شهر، ونظرا لأنها ضئيلة الحجم فقد بدا بطنها كبيرا للغاية. ذهبنا إلى غرفتها القديمة كي نتحدث وحدنا. - «مارينا، لم أشعر بمثل تلك السعادة قط. يا له من أمر رائع! سوف يكبر طفلانا معا عاما بعد عام، وسيكونان في عمر واحد تقريبا.»
أشحت بوجهي بعيدا عنها. - «ماذا هناك؟» - «لا شيء، أشعر بالغثيان طوال الوقت فحسب.» - «ألست سعيدة بالحمل؟»
لم أكن أرغب في سماع ذلك السؤال ولا في الإجابة عنه، ففؤادي يعتصر ألما لأنني لا أشعر بالسعادة. حاولت أن أشعر بالسعادة، ولكنني لم أستطع. لم أكن أرغب في هذا الطفل، وكان شعورا مؤلما. - «ألا تريدين هذا الطفل؟» - «نعم، لا أريده، ولا يروق لي هذا الشعور. الله يعلم أنني حاولت.» - «إنه ليس خطأك، فأنت خائفة. ضعي يدك هنا واشعري بحركة الجنين.»
وضعت يدي على بطنها، فشعرت بالجنين وهو يتحرك. «سوف ينمو طفلك داخل أحشائك ويتحرك بداخلك هكذا، وهو أروع شعور في العالم. أعطي نفسك فرصة فحسب، وإنني على ثقة من أنك ستحبينه أكثر مما تخيلت، وسأبقى معك لمساعدتك في كل شيء. مارينا، لا داعي للقلق، فعلي يحبك كثيرا، وأنت كل شيء له.»
أصبحت أكرام أختا لي، وسواء أأحببت ذلك أم لا فقد أصبحت جزءا من عائلة علي. شعرت معهم بالحب والاهتمام أكثر مما شعرت به في حياتي السابقة، وجعلني حبهم أشعر بالإثم، لأنني أدركت أنني أحبهم بدوري. لا يفترض بالحب أن يورث المرء شعورا بالإثم، فهو ليس خطيئة، لكنه أصبح كذلك من وجهة نظري. هل يعني ذلك أنني يوما ما سأشعر بالحب تجاه علي؟ هل يعني ذلك أنني قد خنت أهلي وأندريه؟ •••
قضيت تلك الليلة أنا وعلي مستيقظين في الظلام في إحدى الزنزانات. - «مارينا، سأقدم استقالتي من العمل غدا.»
فوجئت بسماع ذلك، لكني كنت أتوقعه. مع أن عليا لم يكن يتحدث معي بشأن عمله إلا نادرا، فإنني كنت أعيش في «إيفين» وأرى بنفسي كم أصيب بالإحباط، خاصة بعد وفاة مينا. كنت قد وجهت له اللوم على ما حل بها، واعتقدت أنه كان عليه بذل المزيد من الجهد لإنقاذها، لكني شعرت بعجزه أيضا. لقد تعرض للهزيمة على يد حامد.
سألته: «لماذا؟»
لم يكن يرغب في الحديث بشأن هذا الأمر، لكني قلت إنه من حقي أن أعرف، فأخبرني أنه دخل في صدام كبير مع النائب العام بطهران أسد الله لاجيفاردي المسئول عن «إيفين». قال: «كنت أنا وأسد الله صديقين منذ عدة أعوام، وهو أيضا كان سجينا في «إيفين» في عهد الشاه، لكنه تجاوز المدى. لقد حاولت تغيير بعض الأمور في «إيفين»، لكني لم أستطع، فلم يكن يستمع إلي.»
رأيت لاجيفاردي مرتين؛ الأولى عندما أتى في جولة يتفقد فيها مصنع الحياكة الذي أعمل به، والأخرى عندما خرجت من سيارة علي وكان هو يهم بركوب سيارته، فتقدم نحونا وحيانا. قدمني علي له، وقال إنه قد سمع عني وإنه سعيد بمقابلتي، وتمنى لنا السعادة، وأكد لي أنه فخور باعتناقي الإسلام.
Shafi da ba'a sani ba