Yarinyar Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Nau'ikan
لكني لم أجب. «آسف لانفعالي عليك؛ لك كل الحق في أن تلقي باللوم علي، ولكن عليك أن تفهمي أن الأمور تسير هكذا. لا أحب ما أقوم به، لكن العالم مليء بالقسوة والعنف، وهناك بعض الأمور التي يجب علينا القيام بها. أعلم أنك تختلفين معي، لكن ذلك لا يغير من حقيقة الأمر شيئا، ولست أنا من جعل الأمور كذلك. يمكنك أن تكرهينني إذا أردت، لكني أحبك، ولم أقصد إيذاءك الليلة الماضية. هيا بنا نتناول الإفطار.»
لكني لم أبد أي رد فعل. - «هيا أرجوك، ماذا أفعل كي أرضيك؟» - «دعني أذهب إلى منزلي.» - «مارينا، أنت زوجتي، ومنزلك يكون حيث أكون. عليك أن تتقبلي تلك الحقيقة.»
ارتفع صوت بكائي ونشيجي، فجذب الملاءة عن وجهي وحاول أن يأخذني بين ذراعيه، لكني دفعته بعيدا. «عليك أن تعتادي الآن على حقائق الأمور. أهناك أي مطلب معقول أفعله لأرضيك؟»
كان علي أن أجد بعض الخير في هذا الألم وإلا أغرقني. - «قدم المساعدة لسارة.» - «حسنا.»
كان يرتدي سروال المنامة دون قميص، ورأيت خطوطا بيضاء دقيقة تغطي ظهره العاري. إنها ندوب، وهناك الكثير منها. إنها آثار الجلد بالسياط. لم أكن قد لاحظتها من قبل، لأنني كنت أغمض عيني كلما بدأ في خلع ملابسه.
لمست ظهره وقلت: «لديك ندوب ...»
وقف، وارتدى قميصه.
ولأول مرة شعرت برباط يشدنا معا؛ شعرت بصلة بيننا. لم أكن أرغب في وجود تلك الصلة، ولكنها كانت ملموسة كالملاءة التي تغطيني؛ حقيقية كالندوب التي يحمل أثرها جسدانا. كان إدراكا حزينا لا يحتاج كلمات كي تعبر عنه؛ إنما يقال كل شيء عنه من خلال نظرة صامتة أو لمسة حانية.
وأخيرا قال: «هيا بنا.» وذهبنا نتناول الإفطار.
بعد نحو ثلاث ساعات كنت في زنزانتي الانفرادية القديمة، ولا أستطيع القول إنني اشتقت إليها. أحضر لي علي مجموعة كبيرة من الكتب كلها عن الإسلام، وأخبرني أنه سوف ينشغل كثيرا في الفترة القادمة. ذكرته بالوعد الذي قطعه على نفسه بأن يجعلني أزور سارة، فاصطحبني إلى زنزانتها، لكنه حذرني من أنها تتعاطى جرعات مكثفة من الأدوية، وربما لا تستجيب لي كما ينبغي. - «يمكنك البقاء معها ساعة أو ساعتين على الأكثر، فلا أريد إغضاب حامد.»
Shafi da ba'a sani ba