دعاية وترويج
(سب الصحابة): كلمة يطلقها المتسننون غالبا على الذين يعلنون الحق، ويتمسكون بالصدق، ويطبقون النصوص الصحيحة، وذلك من أجل تشويههم بين العامة، وذلك أن العامة يتصورون أن الطعن على صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وذكرهم بما يخل بإيمانهم يتصورون ذلك تنقيصا في عظمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهتكا لكرامته.
فربما راجت هذه الدعاية عند العامة، وبين ضعاف العقول فقط، أما بين طلبة العلم، فليس لها سماع ولا قبول، بل إنهم يرون من خلالها ضعف عقلية قائلها، وقلة معرفته، وأنه من الصنف الذين يكتفون بالأوهام، ومن الأقرب شبها بالأنعام، ومن إخوان الأميين الذين لايعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون.
ليس لهذه الدعاية دليل من كتاب ولا سنة، ولا حتى من عمل الصحابة أنفسهم، فقد كانوا لايعرفون هذه الكرامة التي ابتدعها أهل السنة، فقد كان يسب بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، ويقتل بعضهم بعضا، كما ذلك كله معروف ومشهور، وهم خير القرون.
ففيهم العاصي والمطيع، والمؤمن والمنافق، بدليل قول الله تعالى: ?وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم...الآية?.
إذن ففي أهل المدينة الساكنين فيها منافقون تمرنوا على النفاق، لم يتعرف عليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لحذقهم في النفاق وتمرنهم عليه، وهؤلاء المنافقون هم غير أولئك الذين اشتهروا بالنفاق مثل عبدالله بن أبي وأصحابه.
وقال سبحانه لأهل غزوة (أحد): ?منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة?، وقد جلد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حمنة بنت جحش وحسان بن ثابت ومسطحا حين نزل فيهم قوله تعالى في سورة النور: ?ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولاتقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا...الآية?.
Shafi 1