176

Sahih Al-Athar wa Jameel Al-Ibar min Seerat Khair Al-Bashar ﷺ

صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر ﷺ

Mai Buga Littafi

مكتبة روائع المملكة

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Inda aka buga

جدة

Nau'ikan

وكان أول صلاة صلاها رسول الله ﷺ إِلى الكعبة في مسجده هي صلاة العصر كما في حديث البراء في الصحيح (١). ووقع عند النسائي من رواية أبي سعيد بن المعلّى أنها الظهر (٢).
وخرج رجل بعد أن صلى مع رسول الله ﷺ إِلى الكعبة فمر على أهل مسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي ﷺ قِبلَ مكة، فداروا كما هم قِبلَ البيت (٣). وهذا المسجد هو مسجد القبلتين، فقد صليت فيه صلاة واحدة إِلى قبلتين مختلفتين. أما أهل قباء فلم يبلغهم الخبر بتحويل القبلة إِلا في صلاة الفجر من اليوم الثاني كما في الصحيحين من حديث ابن عمر ﵄ قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إِذا جاءهم آت فقال: إِن رسول الله ﷺ قد أنزل عليه الليلة قرآنٌ، وقد أُمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها. وكانت وجوههم إِلى الشام فاستداروا إِلى الكعبة (٤).
٢ - فرض صيام شهر رمضان:
الصيام ركن من أركان الإِسلام، وهو مفروض على الأمم السابقة كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (٥)، وكان تشريع الصيام جاء متدرجا، فأول ما قدم النبي ﷺ المدينة كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وصام عاشوراء، ثم إِن الله فرض عليه صيام شهر رمضان في شعبان من السنة الثانية من الهجرة، وكان صيامه أول الأمر على التخيير بين الصيام، والإطعام من

(١) صحيح البخاري، كتاب الإيمان ح ٤٠، ٣٩٩.
(٢) السنن الكبرى، كتاب التفسير ح ١١٠٠٤.
(٣) صحيح البخاري ح ٣٩٩، ٤٠، ومسلم، كتاب الصلاة ح ٥٢٥.
(٤) صحيح البخاري ح ٤٠٣، ومسلم ح ٥٤٦.
(٥) سورة البقرة، آية ١٨٣.

1 / 180