وما أجمل قول الشاعر العالم الرحال الذى طوى البلاد والأرض@ حتى طوته! أبى إسحاق الغزي (إبراهيم بن عثمان) , المولود بغزة من بلاد فلسطين عام 441 , والمتوفى ما بينت مرو وبلخ من بلاد خراسان , ونقل إلى بلخ ودفن بها سنة 524 رحمه الله تعالى وأكرم مثواه , ما أجمل قوله في الحض على الرحلة والتطواف , وفضل الرحيل عن الأرض التى تجهل أو تضيع فيها الأكابر والأشراف: لا تعجبن لمن أغناه عن أدب جهل! فان العمى يغى السرج أخفاك مكثك في أرض نشأت بها وليس يعرف قدر الدر في اللجج
8 أنتقل بعد هذا إلى ما جاء في هذا الجانب , عن العلماء التابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين , فأستهله بما جاء عن التابعي الجليل العابد الفقيه (مسروق به الأجدع الهمداني) اليمنى الكوفي , المتوفى سنة 63 رحمه الله تعالى , صاحب عبد الله بن مسعود , والذي قال فيه الشعبي: ما رأيت أطلب للعلم منه , حكى الحافظ ابن عبد البرفي ((جامع بيان العلم وفضله)) 1: 94 ((أن مسروقا رجل في حرف أى من أجل كلمة واحدة وأن أبا سعيد لعله الحسن البصري رحل في حرف)) أيضا.
وساق الخطيب البغدادى في كتابه ((اللكفاية في علم الرواية)) المتوفى سنه 93 رحمه الله تعالى , ((فال أبو العالية: كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالبصرة , فما نرضى حتى نركب إلى المينة فنسمعها من أفواههم)) .
Shafi 22