وهبَّت شمالٌ نظَّمتْ شمل بغيتي ... فطارتْ بها عني الشمول تطيُّرا
فكان الذي لولا الحياء أذعتُهُ ... ولا خير في عيش الفتى إن تستَّرا
فصل أيضًا منه
وحضرتُ الأستاذ أبا محمد - أيَّده الله تعالى - في منظرةٍ له على دجلة تنفتح منها أبوابٌ إلى بساتين، فعمل بيتين صُنعا في الوقت وغُنِّيَ بهما، وهما:
لئن عرفت جريرًا ... أو اعتمدت قطيعًا
فلا ظفرتُ بعاصٍ ... ولا أطعتُ المطيعا
والبيت الأول يحتاج إلى تفسير، فالمراد بالجرير: جريرة، وبالقطيع: قطيعة. وأنفذ الأستاذ أبو محمد - أيده الله - ليلةً وقد مضى الثلث منها فاستدعاني، وقاد دابة نوبته كي لا أتأخر انتظارًا لدابتي، فمضيتُ وألفَيتْهُ قد انتهى من بستانه الكبيرة إلى مصبِّها من دجلة على ميادين ريحان نضرةٍ، فاستحسن الموضع، وقعد فيه. . . مع خدمه: أبي الكأس، وسلاف، وأبي المدام، وشراب،
1 / 106