Jagororin Juyin Juya Hali Na Zamani
رواد النهضة الحديثة
Nau'ikan
يا من تملكتم قلبي، فكان لكم
عبدا، وكنت له من أطوع الخدم
هذه من رواية صلاح الدين الأيوبي التي راع السلطنة التركية تمثيلها، ثم الأنشودة الثانية من رواية روميو وجولييت:
سلام على حسن يد الموت لم تكن
لتمحوه أو تمحو هواه من القلب
وهناك روايات أخرى عديدة شهدت تمثيلها في بيروت لجوقة رحمين بيبس.
أتم نجيب الحداد ما بدأ به مارون وسليم النقاش وأديب إسحاق، فمضى بالمسرحية قدما ، كما أحسن إنشاء المقالة ، وإن قصر عن أديب إسحاق فيها. فالفرق بين الأديب والنجيب هو أن أديب إسحاق كفرس سبوح جموح، والنجيب يمشي مشيا وئيدا. في نجيب الحداد شيء من نفس خاله إبراهيم فيسير الهوينى حين يكتب، وقد رأيت ابن الأخت هذا يترسم خطى الخال في مقالاته الأدبية. إن هؤلاء الذين أسميهم أساطين كتاب المقالة - بعد أبيها الشدياق - وهم سليم البستاني، والمراش، وإسحاق، وتقلا، وإبراهيم اليازجي، ونجيب الحداد، وخاتمتهم المنفلوطي قد ساروا بالمقالة إلى أمدها البعيد، أما الذين جاءوا بعدهم، وإن كتبوا المقالة مثلهم، فقد تغيرت عناصرها على يدهم، وبرزت من تحت سن قلمهم فاتنة مغرية كما نلحظ حين نقرأ الريحاني - أبا الشعر المنثور - وجبران وولي الدين يكن وعمر الفاخوري، وغيرهم.
كان للمقالة الشأن الأول في فجر النهضة؛ ولهذا نرى أثر الشدياق وإسحاق ظاهرا في جميع من أتوا بعدهم، فقد كان يوصينا أساتذتنا بقراءة مقالات هؤلاء، وخصوصا درر الأديب ومنتخبات النجيب، فكان هذان الكتابان في قماطرنا - طبقاتنا - إلى جانب نهج البلاغة، نظل ننهل منها، ونعل حتى نخرج من قاعة الدرس جارين الذيل تيها كالتغلبي ...
كان يعجبنا الحداد أولا لسهولته وليونته، حتى إذا تمكنا من ناصية لساننا المبين ملنا إلى أديب، ثم عدلنا عن الاثنين إلى نهج البلاغة، وأمسينا ولا كفء له في نظرنا، لقد أجملنا فلنفصل الكلام عن الحداد الناثر.
لنجيب منتخبات طبعت مرات لتهافت الناشئين عليها. كانت مثالا لنا في ذلك الزمن نطبع على غراره، أما موضوع هذه المقالات فأكثره أدبي اجتماعي؛ لأن معالجة القضايا الأخلاقية كانت أغلب في ذلك العصر. وفيها أيضا مقالات عديدة، سياسية، وفيها حكايات وملح، وقصائد معربة عن الفرنسية، وكلها ذات مغزى ترمي إلى غرض أدبي اجتماعي، لا يتسع المجال لتحليل أسلوب الحداد في نثره الطريف، فهو كالشعر في التخيل، وصفاء العبارة وموسيقاها، وإني لأكتفي بعرض نموذج يدل دلالة واضحة على طريقته الكتابية، وغرضه الاجتماعي، قال من مقالة عنوانها: «الخادم والمخدوم»:
Shafi da ba'a sani ba