الْبَاب الْخَامِس
فِي نهي الرَّسُول عَن تعدِي مَا ارسل بِهِ وان يخطيء بِرَأْي الْمُرْسل
وَلَا يُصِيب بِرَأْيهِ وَنَهْيه عَن الْوَهم بالرسالة أَو التحريف لَهَا وَإِلَّا أحْوج
إِلَى رَسُول ثَان
أمروا بأَدَاء الرسَالَة على وَجههَا ونهوا عَن الشَّك والتحريف خيفة احتياجٍ مَا إِلَى رَسُول ثَان فَأخذ هَذَا الْمَعْنى بعض الشُّعَرَاء المجيدين والحكماء المطبوعين فَقَالَ
(إِنِّي انتدبتك للرسالة بعد مَا ... دبرت أَمْرِي مبدئًا ومعاودا)
(اعْلَم بأنك إِن أضعت وصيتي ... فَأَصَبْت لم أك للإصابة حامدا)
(وَإِذا أَجدت بهَا فعاقك عائق ... عَمَّا أردْت بسطت عذرك جاهدا)
(إِن الرَّسُول إِذا استبد بِرَأْيهِ ... وَعصى ولي الْأَمر كَانَ معاندا)
وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء فِي سرول وهم فأحوج مرسله إِلَى رَسُول ثَان
(شَرّ الرسولين من يحْتَاج مرسله ... مِنْهُ إِلَى الْعود والأمران سيان)
(لذاك مَا قَالَ أهل الْعلم فِي مثلٍ طَرِيق كل أخي جهل طَرِيقَانِ)
1 / 32