أغبط الناس عندي لمؤمن خفيف الحاذ (٩)، ذو حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، غامض (١٠) في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان عيشه كفافا فصبر على ذلك؛ ثم نفض رسول الله ﷺ بإصبعه، ثم قال: «عجّلت منيته وقلّت بواكيه وقلّ تراثه».روى عنه عبد الله بن لهيعة والمفضّل (١١) بن فضالة (١٢).
٧٥ - ومنهم أبو عمران موسى بن عليّ (١) بن رباح بن قصير (٢) اللخمي (*)، رضي
الله تعالى عنه.
كان فاضلا، روى عن جماعة من التابعين منهم والده علي بن رباح. روى عنه أكابر العلماء، منهم الليث، وابن المبارك، وابن وهب. أصله من القيروان وبها مولده (٣).
قال عبد الله بن لهيعة: قدم علينا موسى بن علي بن رباح سنة عشرين ومائة وافدا إلى هشام بن عبد الملك، وكان يخضب بالسواد. وتوفي بالاسكندرية سنة ثلاث وستين ومائة.
(٩) قال ابن الاثير (النهاية ٤٥٧: ١): الحاذّ والحالّ: واحد اي خفيف الظهر من العيال.
(١٠) اي مغمورا غير مشهور. (النهاية ٣٨٧: ٣).
(١١) في الأصل والمطبوعة: الفضل. والمثبت من المعالم وتقريب التهذيب ٢٧١: ٢، وهو احد قضاة مصر ومحدثيها، مشهور بالعدالة والفضل. توفي سنة ١٨١.
(١٢) أسند عنه ابن وهب في جامعه عدة احاديث، ينظر جامع ابن وهب ٣٦، ٣٤، ١٥: ١، ٧٤، ٦٠، ٤٤.
(*) مصادره: تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٩٦، طبقات ابن سعد ٥١٥: ٧، التاريخ الكبير ج ٤ ق ٢٨٩: ١، الجرح والتعديل ج ٤ ق ١٥٣: ١ - ١٥٤، مشاهير علماء الأمصار ص ١٩٠، ولاة مصر ص ١١٩ - ١٢٠، الكاشف ١٨٧: ٣، تهذيب التهذيب ٣٦٣: ١٠، تقريب التهذيب ٢٨٦: ٢، النجوم الزاهرة ٢٥: ٢ - ٣٧، حسن المحاضرة ٥٩٠، ٢٨٢: ١.
(١) في التقريب: ان المشهور فيه عليّ -بالتصغير-.
(٢) في التقريب: قصير: ضد طويل. وتراجع ترجمة والده علي بن رباح المتقدمة.
(٣) في كاشف الذهبي: أنه ولد بإفريقية سنة تسعين، وفي مشاهير علماء الأمصار: ان «مولده سنة تسع وثمانين بالمغرب».