وهذا كلام لم نسمعه من أحد من أهل القبلة ولا من أهل الشرك، ولا تكلم به - فيما نعلم - إلا [قوم] (¬1) من هؤلاء الرهط، ولما علموا وأيقنوا أن أهل العلم، والورع، والفضل، والمعرفة بالله وعظمته، وما جاء من نهي الله في خلق من خلقه بما عظم من القول في ذلك من أمر عائشة، فعلموا أن المسلمين لا يجيبونهم في تلك الألفاظ الشنيعة (¬2) ، تعظيما لله وتنزيها أن يذكر الله بشيء من ذلك.
أقبلوا يقولون [فيهم]: «ما منعهم أن يجيبوا إلا الضعف وقلة العلم بالخصومات»؛ وقد كذبوا، بل منعهم من ذلك العلم بما في ذلك من الإثم، والعلم بالله أنه متعال عن ذلك.
[خاتمة ووصية]
فاتقوا الله واجتنبوا هذا الكلام وأهله، وإياكم والتكلف بما لا يعنيكم، فإن لكم فيما يعنيكم شغلا لمن اشتغل به.
ولا يبلغن المسلمين عنكم إلا الموافقة للعدل والحق، واجتناب الباطل وأهله، فإن ذلك خير لكم وأسلم، وأعفى (¬3) لكم.
وفقنا الله وإياكم في جميع أمورنا /25ظ./ للحق والعدل، ولما يوافق الله ويرضيه (¬4) ، ويجعل بقاءنا وخروجنا خروج المسلمين [غير] (¬5) مداهنين ولا محادين. فانظروا فيما كتبنا به إليكم نظر أهل الدين، فما فهمتم فاقبلوه، وما لم [تفهموا] (¬6) فراجعوا فيه يأتكم البيان والفرق - إن شاء الله-.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
T
(¬7)
رسالة في أهل المشرق
... [الديباجة] ...
... [كلام أصحاب شعيب في المسائل الثلاث] ...
¬__________
(¬1) - زياة منا ليستقيم المعنى.
(¬2) - أي أقوال المشبهة في الله تبارك وتعالى.
(¬3) - في الأصل: "أعفا"، وهو خطأ.
(¬4) - في الأصل: "يوصيه"، غير واضح، ولعله: "يرضيه"، أو يوصيه والمقصود: يوصي به.
(¬5) - طمس في الأصل قدر كلمة، لعله: "غير".
(¬6) - طمس قدر كلمة، لعله: "تفهموا".
Shafi 31