ثم لم يرض بذلك حتى قال: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة لمسكم في مآ أفضتم فيه عذاب عظيم * اذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} (¬1) .
ثم لم يدع أن قال لهم: {ولولآ إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنآ أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا ان كنتم مومنين * ويبين الله لكم الايات والله عليم حكيم} (¬2) .
وعيدا منه بعد وعيد، حيث تكلموا بما بلغهم فيمن رمى (¬3) عائشة - رضي الله عنها - ثم دلهم، ونصحهم، ونهاهم، ووعظهم أن يعودوا ويتكلموا بما تكلم به أهل المعصية. فانظروا كم بين حرمة الله وحرمة عائشة - رضي الله عنها -، وأن الله ليس له مثل ولا شبه، والله أعظم وأجل من أن يذكر أو يتمارى (¬4) فيه، بما تكلم أهل الجهل [فيه] (¬5) والجرأة عليه ومن شبهه بخلقه.
¬__________
(¬1) - سورة النور: 14-15.
(¬2) - سورة النور: 16-18.
(¬3) - في الأصل: "رما"، وهو خطأ.
(¬4) - في الأصل: "يتمارا"، وهو خطا.
(¬5) - في الأصل شطب، واللفظ غير واضح لعله: "فيه".
Shafi 30