ولم تكن النتائج وحدها هي التي صدمت الناس في مدينة بومباي ولكن تحليل كاملاداس لها. كتبت هذه الأديبة والباحثة الهندية تقول إنها وجدت أن 96٪ من الأزواج يخونون زوجاتهم سرا خلال ساعات العمل، وفي حجرات الفنادق، وفي رحلاتهم إلى بلاد أخرى، وفي الشهور الأخيرة من حمل زوجاتهم أو أثناء الدورة الشهرية، وحينما سألت بعض هؤلاء الأزواج وجدت أنهم يحبون زوجاتهم ولا يفكرون في تركهن، ولكن هناك نوعا من البرود نشأ بسبب طول السنين، ورائحة العرق في الملابس، وتآكل الفكر. أما في حالة النساء فقد وجدت الكاتبة أن من كل مائة زوجة فإن 73 زوجة مارست الجنس مع رجال آخرين غير زوجها، وبحثت كاملاداس عن أسباب إخلاص الزوجات الباقيات - وهن 27٪ - فوجدت أنهن مخلصات ليس بسبب إيمانهن بالإخلاص الزوجي ولكن لأنهن قبيحات. إن القبح هو الذي أنقذ زواجهن أكثر من أي عامل آخر. وتقارن الكاتبة بين النوعين من الزوجات فتقول: يمكن التعرف على الزوجات غير المخلصات بسهولة؛ بسبب رشاقتهن، وحلاوة الابتسامة، والثقة في حركة العينين، وحركة الذراعين والساقين بخفة وسهولة، أما هؤلاء الزوجات المخلصات فلا رشاقة في حركاتهن، وشفاهن مدلاة في غباء وأسى، عصبيات، تؤنب الواحدة منهن زوجها أمام الناس لأي سبب تافه، على عكس الزوجات الخائنات اللائي يفضن جاذبية ورقة وحبا لأزواجهن. وقد دهشت الكاتبة من ملاحظتها، وتساءلت في نهاية البحث عن ماهية الزواج. ولم يستطع أحد أن يهاجم كاملاداس بعد هذا البحث؛ لأنهم أدركوا أنها كشفت النقاب عن حقيقة حياتهم التي يخفونها عن الآخرين بل عن أنفسهم أيضا.
ثالوث المحرمات في معظم المجتمعات في العالم هو الجنس والدين والحكومة. وقد استطاعت الكاتبة الهندية أن تمسك قلمها وتكتب في أي من هذه الموضوعات بغير رهبة ولا حرج. إن الروائية والشاعرة «أمريتا بريتام» إحدى هؤلاء اللائي نقدت بشعرها ونثرها كل ما هو مزيف في السياسة أو الحكم أو الدين أو الجنس . أكلت في بيت «أمريتا بريتام» عسلا بالجبن والشطة، وأهدتني روايتها الأربعين بعنوان «ذلك الرجل»، وقضيت ليلة كاملة أقرأ الرواية الصغيرة التي تكشف كثيرا من الزيف في موضوع الدين، تدور الرواية حول مأساة شاب أصبح يكره أمه ويحتقرها؛ لأنه علم أنه ليس ابن أبيه، وإنما هو ابن ذلك الكاهن الذي يشرف على المعبد الهندي. كانت أمه عاقرا لا تلد فذهبت إلى المعبد ووعدت الإله شيفا بأنه لو رزقها بولد فسوف تهبه لخدمة الإله، وحملت الأم بعد زيارتها للمعبد، وأنجبت ابنها الذي تركته وهو طفل ليخدم الإله في المعبد، وشب هذا الطفل خادما في المعبد تحت إشراف الكاهن الذي عرف منه أنه هو أبوه الحقيقي؛ إذ تقمص دور الإله شيفا وقاد أمه من يدها إلى حجرة مظلمة في المعبد حيث مارس معها الجنس. وصدمت هذه الحقيقة الشاب المخلص للمعبد والآلهة، وأصبح معذبا تؤرقه هذه الكذبة التي عاشتها أمه مع أبيه وخدعته مع ذلك الكاهن. في نهاية القصة ترقد الأم على فراش الموت تطلب رؤية ابنها قبل أن تموت، لكن الابن يرفض مغادرة المعبد ليزور أمه الزيارة الأخيرة، فيأتي إليه زوجها أو «أبوه» غير الحقيقي ويدور بينهما الحوار التالي:
الأب :
لماذا تكره أمك هذه الكراهية؟
الابن :
لأنها خدعتك، أنا لست ابنك، أنا ابن ذلك الكاهن.
الأب :
إنها لم تخدعني. لقد ذهبت إلى الكاهن وأنا كنت أعرف ذلك، لكنك مخطئ حين تقول: إنك لست ابني، أنا أبوك وأنت ابني رغم كل شيء، اتحاد الأجساد لا يهم يا بني، ولكن المهم اتحاد العقول، حين أعطى الكاهن جسده لأمك كان عقله متحدا بالإله شيفا، جسدي لن يصحبني بعد موتي ولكن عقلي سيصحبني، أنا الإله شيفا نفسه، والكاهن لم يكن إلا أداة لإرادتي، جسد الكاهن كان تحت إرادتي، أنت نتاج إرادتي وليس جسدي، ولكن الإنسان إرادة وعقل وليس جسدا؛ لهذا أنت ابني وأنا أبوك.
وتساءل الابن في دهشة: أي إن أمي لم تخدعك؟
وقال الأب: لا، إنها امرأة مثالية. أنا الذي خدعتها في أول زواجنا ، تركتها وهي عروس وسافرت للتجارة في بلد بعيد، وهناك عرفت بعض النساء وأصبت بمرض السيلان وفقدت قدرتي الجنسية. لم يكن من الممكن بعد ذلك أن أنجب أطفالا، لكني أردت أن يكون لي ابن من خلال جسد الكاهن وقد كان.
Shafi da ba'a sani ba