Tafiya A Lokacin Nuba
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
Nau'ikan
جمعية التكامل التعاونية، ومنطقة احتكارها هي الجانب الشرقي من وادي أور إلى أدندان.
وقد أنشئ غرب السد العالي مصنع لإعداد وتجميد الأسماك بطاقة قدرها 40 طنا/يوم، لكنه لا يجد ما يكفيه لتشغيله يوميا نتيجة لتذبذب الإنتاج وتناقصه، ويوضح الشكل (
1-7 ) تناقص الإنتاج بصفة مستمرة من 34 ألف طن عام 1981م، إلى 15 ألف طن عام 1989م، ثم ارتفاعا مفاجئا إلى نحو 31 ألف طن في 1991م، ثم هبوطا مرة أخرى. ويحاول الشكل إيجاد نوع من الارتباط بين منسوب بحيرة ناصر وكمية السمك المنتج، لكن ذلك ليس متوافقا بالضرورة. والسبب في تدني إنتاج أسماك البحيرة هو الصراع بين الصيادين وإدارة الشركات، بالرغم من المعونة النرويجية والمساعدة اليابانية في إنشاء عدة مزارع سمكية، ولكن في آراء أخرى أن التدني في الإنتاج ليس حقيقيا؛ إذ إن هناك كميات من السمك تهرب إلى الشمال دون تدوينها في السجلات الرسمية، فأين الحقيقة في مثل هذا الموضوع؟ (6-3) السياحة
الكلام عن السياحة وأهميتها كلام معاد، غير أنه يمكن أن نعيد التأكيد على أن السياحة هي «صناعة لا قدم لها»؛ أي إنها غير ثابتة، بل قابلة للتحول من مكان أو دولة إلى أخرى لمجرد وجود ظروف من عدم الاستقرار المالي أو الأمني أو التحول التنظيمي بتغير أيديولوجية الحكم ... إلخ.
فالسياحة إذن، وبرغم وجود ثوابت الجذب السياحي كالآثار أو الجمال البيئي، أو مقومات الطبيعة كالشواطئ والجبال كمصايف ومشات، برغم كل هذا إلا أنها صناعة غير إنتاجية، وبالتالي ليس لها قاعدة تمكنها من الاستمرار كنشاط مربح للعاملين به، ومخاطر السياحة أنها من الأنشطة التي تمتص عمالة كثيفة من الأعمال الفندقية إلى مكاتب السياحة إلى النقل السياحي بأشكاله، وفوق هذا خدمات السياح في مختلف المجالات من النزهة إلى المطعم إلى العروض المسرحية في المسرح والكازينو، وكل هذه الأعمال تتأثر بشدة إذا ما حدث اختلال في عدد السياح؛ لأنها أشبه بحلقات سلسلة واحدة.
شواطئ بحيرة ناصر وجزرها الجبلية الكثيرة يمكن أن تصبح مواطن لكثير من الأنشطة الرياضية، يقوم بها السياح بعد أن يكتفوا بزيارة المناطق الأثرية المتعددة في النوبة، وعلى رأسها أبو سمبل والسبوع. ولكي نستبقي السياح مدة أطول من مجرد الزيارة الخاطفة لأبي سمبل بالطائرة أو السفينة السريعة أو قارب الهيدروفيل - إذا كان لا زال موجودا - يجب أن تكون هناك أشكال فندقية غير تقليدية؛ أي يجب أن نبتعد تماما عن شكل الفندق الذي نجده في أي مكان في العالم، ونتجه إلى فندق بيئي على نسق البيت النوبي القديم، الذي كان يتآلف مع البيئة من حيث مادة البناء والشكل المعماري ووظيفة الحوش، والمضيفة كصالات يتجمع فيها النزلاء للطعام والدردشة، والسهر في طلق الجو دون مكيفات هواء.
إن الكثير من السياح سوف يدفعون الكثير للاستمتاع ببيئة وجو أقرب إلى الطبيعة والبرية، هذا الاتجاه قد أصبح الميل العام الجديد للسياحة العالمية؛ فقد مل البعض السياحة التقليدية في فنادق السواحل الإسبانية أو جزر الكناريا وجزر الكاريبي، واتجه إلى عوالم الظلال الدائمة في الغابات الاستوائية في أمريكا اللاتينية، أو عوالم الضوء المبهر والرمال الساخنة في بلاد الصحراء الكبرى من المغرب إلى مصر.
ليست هذه أفكارا من ابتكارنا، لكنها أصبحت شائعة، بل هي تراود بعض النوبيين الذين يعرفون بحسهم ماذا يمكن أن يجذب السائح. السائح هنا ليس فقط الأجنبي غير عربي اللسان، بل هو أيضا المصري أو العربي الذي اعتاد الحركة في أرجاء مصر من الساحل الشمالي إلى البحر الأحمر وسيناء والصعيد، هؤلاء سوف يضيفون الكثير من التنشيط السياحي لمنطقة جديدة مثل نوبة بحيرة ناصر، وهم أيضا الذين يستطيعون أن يوازنوا المواقف في حالة تراجع السياحة الأجنبية.
المناطق المرشحة لمثل هذا النوع من السياحة غالبا ما نرجح له بدايات قريبة من منطقتي الآثار في أبو سمبل والسبوع وعند نهاية خور كركر ووادي العلاقي، وتحتاج السياحة - إلى جانب الفنادق البيئية والبنسيونات التي هي تعايش مع عائلات نوبية (أو غير نوبية) مقيمة - إلى عدة أشكال من الأنشطة الترويحية والرياضية، التي تتمثل في رياضات الملاحة الشراعية أو الانزلاق على الماء وصيد الأسماك، ويمكن لهواة المغامرة تنظيم مجموعات لصيد الضباع والذئاب والتماسيح - بأعداد محدودة من أجل ضوابط البيئة - فضلا عن بعض الممارسات الصحية المعروفة؛ كالدفن في الرمال الساخنة، أو جمع بعض الأعشاب ذات الفوائد الطبية ... إلخ.
وكذلك يمكن تنظيم رحلات «سفاري» بالإبل أو السيارات المجهزة، تنطلق من السبوع والعلاقي عبر جبال البحر الأحمر إلى منطقة جبل علبة ونباتاته البرية الشهيرة، ومن ثم إلى البحر، وقد تعود السفاري أدراجها أو تكمل الرحلة برا أو بحرا إلى مرسى علم والغردقة. وبالمثل يمكن تنظيم سفاري تتجه غربا من أبو سمبل أو توشكى إلى بير كسيبة، حيث تلتحق شمالا بدرب الأربعين إلى باريز والخارجة ثم الأقصر، أو من كسيبة غربا إلى شرق العوينات وهضبة الجلف الكبير، لتعود إلى الوحات الداخلة بعد أن تسير على الأطراف الجنوبية لبحر الرمال الأعظم. وفي هذه الحالات سيقوم العبابدة بدور الأدلاء للسفاري الشرقية إلى البحر الأحمر، وأدلاء آخرين للرحلات الغربية إلى الواحات. (6-4) إمكانات الصناعة
Shafi da ba'a sani ba