Tafiya A Lokacin Nuba
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
Nau'ikan
إهداء
مقدمة الطبعة الثانية
مقدمة
القسم الأول: الرحلة مع النيل والناس
1 - الإعداد للرحلة
2 - من «عمدا» إلى «لندا»
3 - أنقذونا ... الحقونا ...
4 - الليلة الأولى
5 - بوابة كلابشة وحجر السلامة
6 - من كلابشة إلى قرشة
Shafi da ba'a sani ba
7 - قرشة
8 - العلاقي وسيالة والمالكي
9 - قراءة الماء
10 - من المالكي إلى الدر وتوشكى
11 - رحلة العودة
القسم الثاني: الدراسة العلمية للنوبة القديمة
1 - موجز التاريخ الحضاري للنوبة
2 - مشكلة اللغات النوبية
3 - طبوغرافية النوبة المصرية
4 - سكان النوبة
Shafi da ba'a sani ba
5 - أوجه النشاط الاقتصادي النوبي
6 - بعض أشكال الحياة الاجتماعية
القسم الثالث: مؤشرات حول مستقبل إقليم النوبة
1 - منطقة بحيرة ناصر
القسم الرابع: مع الناس بالأغنية والصورة
1 - من أغاني النوبة
2 - مذكرة عن بعض أنواع الرقص في النوبة
3 - سياحة بالصورة في النوبة القديمة
4 - المصادر والمراجع
إهداء
Shafi da ba'a sani ba
مقدمة الطبعة الثانية
مقدمة
القسم الأول: الرحلة مع النيل والناس
1 - الإعداد للرحلة
2 - من «عمدا» إلى «لندا»
3 - أنقذونا ... الحقونا ...
4 - الليلة الأولى
5 - بوابة كلابشة وحجر السلامة
6 - من كلابشة إلى قرشة
7 - قرشة
Shafi da ba'a sani ba
8 - العلاقي وسيالة والمالكي
9 - قراءة الماء
10 - من المالكي إلى الدر وتوشكى
11 - رحلة العودة
القسم الثاني: الدراسة العلمية للنوبة القديمة
1 - موجز التاريخ الحضاري للنوبة
2 - مشكلة اللغات النوبية
3 - طبوغرافية النوبة المصرية
4 - سكان النوبة
5 - أوجه النشاط الاقتصادي النوبي
Shafi da ba'a sani ba
6 - بعض أشكال الحياة الاجتماعية
القسم الثالث: مؤشرات حول مستقبل إقليم النوبة
1 - منطقة بحيرة ناصر
القسم الرابع: مع الناس بالأغنية والصورة
1 - من أغاني النوبة
2 - مذكرة عن بعض أنواع الرقص في النوبة
3 - سياحة بالصورة في النوبة القديمة
4 - المصادر والمراجع
رحلة في زمان النوبة
رحلة في زمان النوبة
Shafi da ba'a sani ba
دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
تأليف
محمد رياض وكوثر عبد الرسول
إهداء
إلى روح النوبة دائمة الوجود،
وأبناء النوبة وأحفادهم الذين لم يروا أرض الأجداد.
وإلى أبنائنا أحمد وعايدة ونادية رياض،
وذكرى عطرة لروح أستاذنا الدكتور محمد عوض
رائد الدراسات النيلية والسودانية.
مقدمة الطبعة الثانية
Shafi da ba'a sani ba
منذ صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب جدت أمور كثيرة خلال اثنتي عشرة سنة في موضوع النوبة، ملخصها تراكم مشكلات من المعاناة من جوانب عدة، بعضها ما يأتي: (1)
أول أشكال المعاناة كانت من جانب النوبيين المهجرين في الموطن الجديد في «مركز نصر» بحوض كوم أمبو ، والذي نسميه اختصارا «نوبة مصر»، أسس المعاناة هنا عديدة، على رأسها ضيق المسكن بعد أن كبر الأولاد وتزوجوا، ولم يكن لديهم فائض أرض لبناء مساكنهم الخاصة، وأيضا ضيق المعايش؛ لأن الأرض التي خصصت للأسرة الواحدة آنذاك كانت فدانين للاستزراع، وحتى أصحاب المعاشات الحكومية - وهم قلة - ضاقت بهم الحياة بنمو احتياجات الأجيال الجديدة، ومن ثم كثرت هجرة العمل في مصر أساسا وفي الخارج أحيانا. (2)
أولئك النوبيون الذين لم يعوضوا في كشوف الهجرة لعدم تواجدهم في النوبة القديمة، والذين يطلق عليهم اختصارا «المغتربون»، وهو اسم لا يعبر عن معنى الاغتراب! فهؤلاء كانوا يعيشون داخل مصر وطنهم الكبير، يمارسون نشاطاتهم المعيشية في شتى الأنحاء مدنا وسواحل وريفا، مشكلتهم تتلخص في أنهم أو أسرهم كانت لهم بيوت مغلقة في النوبة القديمة، ومن ثم لم يدرجوا في كشوف الإحصاء التي بمقتضاها تم تدبير السكن والأرض في منطقة التهجير الجديدة في مركز ناصر، وهم الآن يطالبون بحق العودة بتخصيص مساحات لهم حول بحيرة ناصر، وهو الاسم الذي يستبدله أكثرهم باسم بحيرة النوبة، باعتبار المكان الجغرافي للبحيرة فوق النوبة القديمة؛ رغبة في استمرارية اسم النوبة الذي كان سائدا من قبل على إقليم النوبة، وأيا كانت التسمية راجعة إلى صاحب مشروع السد العالي أو إلى الموقع الذي تحتله بحيرة السد؛ فإن الواقع يرجح اسم المكان باعتباره أكثر دواما من أسماء الأشخاص، وكحل وسط؛ هل يمكن إطلاق اسم ناصر على السد العالي، واسم النوبة على البحيرة؟ (3)
وخلال السنوات العشر الأخيرة كانت هناك مشروعات استصلاح واستيطان في منطقتين؛ أولهما: وادي النقرة «نجرة» شرق مركز نصر مباشرة، حيث أعمال سائرة لاستصلاح نحو 65 ألف فدان، معظمه مخصص لشركات استثمارية، والقليل منها مخصص للمنتفعين أيا كانوا دون نوع ما من التخصيص للنوبيين ولو قليل من القرى. والثاني: كان إنشاء قرى - ربما قرية أو اثنتين - على ضفاف البحيرة مفتوحة لاستيطان فقراء أقاليم مصر الجنوبية والشمالية، وبصفة عامة لم ينل النوبيون أية ميزة في هذا التخصيص، وقد أثارت هذه التجاهلات النوبيين بصفة عامة؛ فهم كانوا ينتظرون أن يكون لهم أولوية التخصيص حول البحيرة، باعتبار أنها أصلا جزء متمم لأراضي النوبة القديمة بحق الشفعة، أو مراعاة حق الجوار في مستصلحات وادي النقرة. (4)
إزاء هذه المشكلات، وبين أخذ ورد مع الإدارات الحكومية ومحافظة أسوان، جاءت تصريحات السيد رئيس الجمهورية في زيارته أواخر العام 2009، شكل حلا يرضي جميع الأطراف؛ أولا برفع مطالبات البنك الزراعي عن كثير من أهل نوبة نصر، وثانيا حل مشكلة المغتربين بتخصيص أراض لهم حول البحيرة، وقد وقع اختيار الإدارة على منطقة خور كركر في شمال البحيرة، قريبا من مطار أسوان الدولي، مكانا للنوبيين الراغبين في العودة إلى ضفاف النيل، لكن هذا التخصيص المكاني لم يلق قبولا عاما بين دوائر نوبية عديدة؛ بتبرير أنه مكان صغير في أرض كثيرة الهزات الأرضية فليلة القدر، وفي قرارة الأمر فإن منطقة كركر هي الطرف الشمالي لأراضي البحيرة، بينما هناك عشرات الكيلومترات من الأراضي شرق وغرب البحيرة في جنوبها ووسطها وشمالها أصلح للاستيطان من خور كركر، رغم قربه من مدينة أسوان، مما يسهل الحركة وأشكال النشاط الاقتصادي. (5)
إزاء ذلك كله، فإن حركة الناشطين النوبيين والغاضبين منهم لها ما يبررها، وهناك جمع من الأسئلة والاستيضاحات في هذا الموضوع، بعضها كما يلي:
النوبييون الآن مجموعتان مكانيتان؛ أولهما: نوبة نصر، وهم كتلة كبيرة متجانسة في إقليم متقارب. والثاني: نوبة الانتشار في أرجاء مصر، والأغلب أنهم أكثر عددا من نوبة نصر، وهم متجانسون مع بيئاتهم التي يعيشون من خلالها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وتربطهم معا النوادي الثقافية النوبية الكثيرة، وأيضا رابطة النادي النوبي العام.
في كلتا المجموعتين من النوبيين ارتباطات كثيرة معيشية ومعاشية بكافة المجالات الحياتية مع من حولهم من الناس والأعمال، فكم من النوبيين يمكنهم فك هذه الارتباطات المعيشية ومصالحهم من أجل البدء من جديد في مستوطنات جديدة حول بحيرة النوبة؟
وإذا كان عدد النوبيين المصريين مليونا أو أكثر، فلا شك في أن أقل من الربع راغبون في العودة إلى ضفاف البحيرة، فهل هذا العدد يكفي لسكن الأراضي حول البحيرة واشتقاق حياة جديدة قوامها الزراعة، أم أن تكون هناك أنشطة أخرى صناعية وحرفية وأنشطة الخدمات التعليمية والصحية والسياحية وشئون المجتمع والتجارة ... إلخ؟
وفي المجتمع النوبي القديم كان الأمان والتجانس صفة أساسية، ومع ذلك كان هناك تعامل سلمي وتعايش من أجل مصلحة مشتركة مع غير النوبيين الذين يسكنون في أحيان جنبا إلى جنب النوبيين؛ كالعبابدة والبشارية، أو كأهل الصعيد الأعلى الذين يتعايشون مع صيد النهر في مواسم، ويساعدون في إعداد الأرض للزراعة مع أهالي النجوع في موسم الزراعة، والآن حالة مماثلة بين سكان نوبة نصر من ملاك أراض أو عاملين وتجار مع جيرانهم من سكان مزارع ومصانع وتجار بقية إقليم كوم أمبو، وبطبيعة الحال مثل ذلك بين نوبة الانتشار في مدن وأقاليم مصر.
Shafi da ba'a sani ba
لا شك أن هناك رومانسية عن حياة الماضي في شبه عزلته، لكن المدقق من النوبيين يرى أن المجتمع النوبي القديم كان يتكون من أغلبية من النساء والأطفال وكبار السن من الرجال، ولم تكن الأسرة في مراحل السن المتوسطة نواة المجتمع المقيم إلا في حالات محددة، حيث الأرض غنية بمشروعات زراعية مثل بلانة وعتيبة والدكة والعلاقي، أو عند زيارة الرجال العاملين خارج النوبة لبلادهم.
واستطرادا لموضوع السكان، فإن النتائج النهائية للتعداد العام للسكان عام 2006، المنشورة بواسطة الجهاز المركزي للإحصاء السكاني، قد أوضح أن سكان النوبيين المقيمين في قرى التهجير بمركز نصر النوبة؛ بلغ عددهم أكثر قليلا من 60 ألفا، لكن الأهم أن الفحص الدقيق لعدد سكان القرى قد أوضح ارتفاع نسبة الذكور إلى مجموع السكان المقيمين من متوسط نحو 38٪ في 1960 إلى نحو 46٪ في 2006، وهو تغير كبير في تركيب المجتمع يوضح أثر الاستقرار، وكما كان في الماضي فإن بعض قرى الكنوز تتصف بنسبة أقل من الذكور مقارنة بقرى الفديجة: فنسبة الذكور كانت أقل أو نحو 40٪ بين قرى الكنوز والعليقات، مثل السبوع ووادي العرب وشاتورمه وقرشة وكشتمنة - وكلها كانت من قبل أقل من 30٪ - بينما سجلت قرى الفديجة نسبا أعلى قليلا من المتوسط العام، مثل بلانة وتوشكى وعنيبة. وبعبارة أخرى، فإن ذلك يؤكد أن الاستقرار بدأ يأخذ طريقه إلى تعديل نسبة النوع في المجتمع النوبي.
الملاحظة الأخيرة أنه تبين من إحصاءات الجهاز المركزي لعام 2006، أن هناك مجموعة من القرى في مركز أبو سنبل حول البحيرة هي: قسطل وأدندان والفراعنة ونلوا الزهور والسلام وعبد القادر والعبابدة والشهداء والمستقبل والصيادين وأبو سنبل السياحية والري. مجموع سكان هذه القرى بلغ 3915 نسمة، أكبرها عبد القادر والسلام والمستقبل ونلوا - لكل نحو 600 نسمة - وتتصف بارتفاع نسبة الذكور إلى فوق معد 55٪، وهو ما يدل على حداثتها وقلة عدد الأسر، فلماذا لا تستفيد هذه القرى من الراغبين النوبيين في العودة إلى ضفاف البحيرة؟
الخلاصة أنه ليس من المستحيل أن تكون هناك قرى نوبية وأخرى غير نوبية على الامتداد الكبير لمنطقة بحيرة النوبة، وفي هذه الحالة سيصبح النوبيون منقسمين مكانيا إلى ثلاثة أقسام؛ هم: نوبة الانتشار، ونوبة نصر، ونوبة البحيرة. لكنهم كلهم متفاعلون معا نسبا وثقافة ولغة، يرفد بعضهم البعض، فينتقلون من هنا إلى هناك، حيث تتنوع مجالات الأنشطة الاقتصادية حسب تأهيلهم التعليمي والمهني داخل الوطن الكبير، مثلهم مثل أي مجموعة مصرية أخرى. «وبالله التوفيق ...»
محمد رياض
القاهرة في يناير 2010
ملاحظة
يعز علي أن أكتب مقدمة الطبعة الثانية لهذا الكتاب التاريخي بعد أن فقدت في نوفمبر 2002 زوجتي ورفيقة عمري وشريكتي في الدراسات الميدانية العديدة، وفي تأليف هذا الكتاب وغيره؛ الأستاذة الدكتورة كوثر محمد عبد الرسول. عليها رحمة الله.
مقدمة
دوافع الكتابة عن النوبة التي كانت
Shafi da ba'a sani ba
بدأ اهتمامنا بالنوبة أيام كنا طلبة في معهد الدراسات السودانية في العامين 1949-1951م، وهو المعهد الذي أنشأه أستاذنا وأستاذ الجغرافيا في مصر والعالم العربي الدكتور محمد عوض محمد، كمعهد عال للدراسات النيلية والسودانية تابع لجامعة فؤاد الأول - القاهرة حاليا - يدرس فيه خريجو الجامعة من مختلف التخصصات موضوعات عدة، منها الجغرافيا والأنثروبولوجيا والتاريخ والآثار، وهيدرولوجية مياه النيل في إطار السودان ووادي النيل، ويحاضر فيه نخبة من الأساتذة والعلماء والمتخصصين، نذكر منهم الأساتذة محمد عوض، شفيق غربال، سليمان حزين، عبد المنعم أبو بكر، حسين فهمي، حسن عثمان، محمد محمود الصياد، رشدي سعيد ، وغيرهم ممن لم تسعفنا الذاكرة أسماءهم.
وقد بلغ الاهتمام بالنوبة أشده حين تخرجنا من المعهد وأراد محمد رياض أن يسجل رسالة للدكتوراه بعنوان «قبيلة المحس في بلاد النوبة»، واشتهر لفترة بين زملائه باسم «نوبة محس»، لكن السنين دارت ودرس محمد رياض موضوعا عن قبيلة الشلك في السودان الجنوبي، بينما درست كوثر عبد الرسول موضوعا أفريقيا آخر عن شمال نيجيريا، وذلك في الأعوام 1953-1956م في جامعة فيينا (النمسا).
ومرة أخرى كان لكتابات أستاذنا الدكتور محمد عوض عن عمليات استقرار البدو ومراحله في مصر، ثم دراسته لموضوع تهجير النوبيين السودانيين الذين ستغرق أراضيهم بعد تكوين بحيرة السد العالي، إلى مواطن في شرق السودان الأوسط؛ أثره الكبير في إعادة اهتمامنا بموضوع النوبة المصرية، وحينما ظهرت في الأفق عملية تهجير كاملة للنوبيين إلى أماكن جديدة في شرق حوض كوم أمبو، قام مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بمخطط دراسي لسكان وثقافة سكان النوبة، وذلك بمنحة من مؤسسة فورد الأمريكية، وقد ظهر أن مكونات النوبة السكانية تشمل مجموعات صغيرة غير الكنوز والنوبيين، وعلى رأسها عشائر تنتمي إلى العبابدة، استقرت تماما في مناطق متعددة في بلاد الكنوز والعليقات، واشترك محمد رياض في المخطط الدراسي لمركز البحوث الاجتماعية سالف الذكر ببحث عن عبابدة عمدية سيالة، وقد قمنا - رياض وكوثر - بدراسة ميدانية في سيالة والعلاقي في يناير-فبراير 1962م.
وقد شحذت هذه الدراسة حمية البحث لدينا عن النوبة بوجه عام؛ فقمنا سويا برحلة نهرية استعرنا فيها أحد «لنشات» الجامعة الأمريكية في النوبة، وبدأنا الرحلة من مرسى اللنش في نجع قناوي - عمدية أمير كاب - وتوقفنا في محطات مختارة من أجل المسح العام الميداني في عمديات قرشة والعلاقي وسيالة والمضيق من بلاد الكنوز، والمالكي والسنجاري من بلاد العليقات وكورسكو التي تتميز بخليط من العليقات والنوبيين والعبابدة، ثم الدر وتوشكى غرب من بلاد النوبيين - يشار إليهم أحيانا باسم الفديجة - وكان المخطط أن نستمر حتى بلانة وأدندان، لكن ظروف تيار النيل الجارف، مع الدوامات وغير ذلك من العوائق أثناء الفيضان؛ حال دون إتمام الرحلة جنوبا ، فقفلنا راجعين، وقد استغرقت هذه الرحلة شهر سبتمبر 1962م بأكمله.
ومن خلال هذه الرحلة تبينا أهمية عمدية كورسكو؛ لما فيها من اختلاط عشائري لمجموعات لغوية مختلفة نتيجة موقعها الجغرافي على بداية طريق وادي كورسكو، الذي هو أقصر طريق مباشر إلى شمال السودان، لهذا عقدنا العزم على العودة مرة أخرى للقيام بدراسة لمنطقة كورسكو وما جاورها من عمديات - السنجاري والمالكي والريجة وأبو حنضل - واستغرقت هذه الدراسة شهرا آخر؛ منتصف يناير إلى منتصف فبراير 1963م.
وهكذا تجمعت لدينا معلومات وملاحظات عن النوبة المصرية خلال موسمي الصيف والشتاء، وشاهدنا متغيرات البيئة النوبية بين امتلاء خزان أسوان وتفريغه، وشكل النهر الطبيعي خلال الصيف وتدفقه القوى وتأثيره على حركة النقل التجاري، وتنقل الناس بين العمديات، والمساحات الزراعية خلال الصيف-الخريف، والسكون الاقتصادي خلال الشتاء-الربيع، إلا من الأنشطة الاقتصادية التي يقوم بها بعض من سكان الصعيد في النوبة، وخاصة صيد السمك وعمل الفحم النباتي، هذا فضلا عن الخدمات التي تؤديها بعض أجهزة الدولة وبخاصة التعليم والصحة والأمن والبريد.
وقد نشرنا نتائج هذه الدراسات باللغتين العربية والإنجليزية في الحوليات العلمية في حينها، لكن بقي لدينا رصيد كبير من مذكرات الميدان، ومئات الصور كسجل متمم لمعرفة بيئة وحياة النوبيين، قبل أن تغرق تحت مياه بحيرة السد العالي، التي تسمى في كثير من الأحيان بحيرة ناصر، وكذلك لدينا بعض السجل الصوتي لأغاني المناسبات، لكننا لا ندري ماذا نفعل بها؛ لأنه لا يوجد أرشيف صوتي قومي في مصر حسب معلوماتنا. وبقي الحلم يراودنا أن ننشر هذه المعلومات كسجل تاريخي باسم «وصف النوبة»، على غرار كتاب الحملة الفرنسية المشهور «وصف مصر»، وقد بدأنا العمل في الكتاب عام 1966م، ثم توقفنا لانشغالنا بإصدار كتب علمية وأبحاث في منطقة الخليج العربي. وفي خلال تلك المدة ظل كتاب النوبة هاجسا يلح علينا من آن لآخر.
وأخيرا عكفنا منذ عامين على هذا الكتاب، ليس كبحث عما كانت عليه النوبة قبل السد العالي فقط، ولكن لنعرف كيف تكيف الناس وتلاءموا مئات السنين في هذه البيئة القاسية، لعلنا نستفيد درسا من دروس التكيف والتلاؤم في حالة التنمية الجادة لإقليم النوبة حول بحيرة ناصر وأذرعها وخلجانها الممتدة في الوديان والأخوار المتآخمة.
ولعلنا نعرف من يقوم بالتنمية؛ الحكومة أم الأهالي؟
ومن هم الأهالي؟ نوبيون فقط أم أيضا من سكان الصعيد الأعلى؟
Shafi da ba'a sani ba
وما وجه الشراكة بين الحكومة كمتخذ للقرار، والأهالي كمنفذين لمشروعات يرونها أرجح؛ لأنهم أقرب إلى الأرض ومعادلاتها الصعبة، من القرار المبني على دراسات جدوى فيها من العموميات ما يحتاج دائما إلى المحك التجريبي؟
لعلنا نوفق فيما نرجوه من فائدة علمية وثقافية ووطنية.
والله والوطن من وراء القصد.
المؤلفان
القاهرة في ديسمبر 1997م
القسم الأول
الرحلة مع النيل والناس
الفصل الأول
الإعداد للرحلة
بعد الدراسة التي قمنا بها في سيالة في يناير 1962م، بدأ يراودنا مشروع كبير لزيارة كل النوبة المصرية في رحلة شاملة، نتعرف من خلالها على النيل والطبيعة والناس وحياتهم وأفراحهم وأحزانهم وقيمهم الحياتية قبل التهجير إلى منطقة كوم أمبو، وتكون بذلك سجلا لجزء من مصر ستتحول ملامحه تماما في كل النواحي البيئية والبشرية.
Shafi da ba'a sani ba
وبعد مشاورات عدة بين أنفسنا، قررنا أن تكون الرحلة في شهر سبتمبر لأسباب منها: (1)
بحيرة خزان أسوان ستكون قد أفرغت تماما؛ مما يعطينا الفرصة لنشاهد النوبة في وضعها الطبيعي قبل بناء سد أسوان؛ أي سيكون النيل حرا في جريانه وقت الفيضان، وسيكون الناس منهمكين في استخلاص مورد الأرض الطبيعي، وهو الزراعة. (2)
صحيح أن النيل سيكون في وقت الفيضان الطبيعي الذي كان يمثل فيما قبل السد موسم الانقطاع عن الزراعة، لكن لم يكن هناك حيلة للوصول إلى وضع النيل في النوبة بعد الفيضان، وبالتالي فإن سبتمبر سيكون أقرب الأوقات إلى شيء من صفات البيئة الطبيعية بدون تدخل الإنسان. (3)
وصحيح أيضا أن تيار النيل في الفيضان سيكون قويا جارفا عند الملاحة جنوبا، ولكنه كان مخاطرة يجب أن نأخذها، فإما نجحنا أو فشلنا. وفي حالة الفشل، كان هناك بديل أن نعاود الكرة بواسطة وسيلة النقل المعتادة، وهي الباخرة الأسبوعية البطيئة. (4)
كذلك كان من بين أسباب اختيار سبتمبر، أننا سنكون قد تجاوزنا درجات الحرارة القصوى في يوليو وأغسطس، ويبدأ تحسن نسبي بعدهما، لكن ذلك لم يكن الواقع على الأقل طوال 12 ساعة من سطوع شمس قوية، وهو شيء غير ملائم لمعدات التصوير، ومن ثم كان علينا أن نختار أفلاما قليلة الحساسية للتصوير النهاري بحذر، وأفلاما سريعة للتصوير الليلي بالضوء الصناعي. (5)
وأخيرا كان اختيار سبتمبر ضروريا؛ لأننا يجب أن نلتحق بعملنا في الجامعة في شهر أكتوبر.
وكانت المشكلة الثانية هي تدبير وسيلة انتقال نهرية نقف بها حيث نريد وللمدة التي نريد، وبطبيعة الحال كانت الوسلة الأمثل هي تأجير قارب مزود بمحركات؛ ليتمكن من الملاحة ضد التيار وبالسرعة الملائمة، صحيح أن أحسن الوسائل تكون قاربا شراعيا يمكننا من التهادي على صفحة الماء، ويسمح بالتصوير والتوقف في أي مكان، لكن القارب الشراعي تحت رحمة الرياح، وقد تصبح سرعته قريبة من الصفر إذا لم تكن الرياح مواتية أو تيار الماء عنيفا، وبعبارة أخرى كان القارب الشراعي هو أحسن البدائل إذا توفر لنا من الوقت شهران على الأقل، وهو ما لم يكن متوفرا لنا، هذا فضلا عن أنه كان من الصعب إقناع صاحب مثل هذا القارب الارتحال بطول النوبة؛ فالماء ثقيل بما يحمل، كثير الدوامات؛ مما يجبر الملاح على سلوك خط سير متذبذب بين الضفة والأخرى؛ تجنبا لمفاجئات عرفناها فيما بعد، كما رأينا الكثير من القوارب الشراعية تلتجئ إلى الصنادل البخارية لجرها في الأماكن التي يستحيل فيها حتى جر المركب بالحبال من الشاطئ «جر اللبان».
بدأنا نستفهم ونسأل عن إمكانيات السفر الخاص في سفن وقوارب بخارية، ووجدنا أنها صعبة المنال بالنسبة لأشخاص من الخارج، فمعظم هذه السفن حكومية أو ملك لشركات وهيئات، وتكلفة تسييرها عالية ما لم تكن مكلفة بعمل معين يخص الهيئة، وكانت هناك «لنشات» خاصة يمكن تأجيرها، لكن الإيجار اليومي كان يتراوح بين عشرة وخمسة عشر جنيها، فضلا عن تكلفة الملاح اليومية، وهذا مبلغ كبير على ميزانيتنا الخاصة؛ فقد كنا في ذلك الوقت مدرسين لا يتجاوز راتبنا الشهري معا مائة وعشرة جنيهات، وفي نفس الوقت كانت معظم اللنشات مؤجرة للهيئات والبعثات العلمية التي كانت تعمل في دراسة وحصر آثار النوبة، وعلمنا أن للهيئة العلمية الألمانية مراكب بخارية وصنادل تتحرك عدة مرات في الأسبوع، من أسوان إلى موقع العمل في معبد كلابشة، حيث كانت شركة «هوختيف»
HochTief
تساعدهم في نقل أحجار المعبد إلى موقعه الجديد غربي أسوان، وبالاتصال بهم وافقوا على سفرنا معهم إلى كلابشة، حيث تكون أول محطة لنا في الدراسة، ثم بعد ذلك يمكننا الانتقال مع مراكب هيئة الآثار المصرية إلى مواقع أثرية أخرى في دندور وعمدا والدر ... إلخ، وبعبارة أخرى يتبخر حلمنا أن نقف عند نواح معينة من النوبة للدراسة، ونكون بذلك تحت رحمة مسار هذه السفن!
Shafi da ba'a sani ba
ثم هدانا التفكير إلى الالتجاء إلى مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الذي كنا قد عملنا لهم دراسة خاصة في سيالة قبل بضعة أشهر، ذلك أن لهم عدة لنشات في النوبة لخدمة نشاط باحثيهم في دراساتهم الأنثروبولوجية في نواح عدة من النوبة بتمويل من مؤسسة فورد، وعرفنا أن هذه القوارب تقف ساكنة عند حراس من النوبيين خلال الصيف، وأن أحدهم موجود في نجع قناوي قبالة عمدية دهميت، وعندما اتصلنا بهذا المركز وعرضنا استئجار أو إعارة قارب دهميت، رحبوا بإعارته لنا، شريطة أن نعيده في آخر سبتمبر؛ حيث يبدأ نشاطهم، وأن ندفع نحن تكلفة الوقود والحارس الذي سيكون بصحبتنا، وقد ساعدنا في ذلك أحد الباحثين الشبان في مشروعهم، هو الآن الدكتور أسعد نديم، صاحب مؤسسة المشربية للمنتجات التراثية بالدقي، والتي قامت مؤخرا بترميم بيت السحيمي في قاهرة المعز.
وقد وافق أسعد على مصاحبتنا في الجزء الأول من الرحلة حتى قرشة، وكان نعم الزميل، ووددت لو أكمل معنا لولا ارتباطاته في القاهرة، فالشكر كل الشكر له، وللدكتورة ليلى شكري مديرة مركز البحوث، والدكتور روبرت فرنيا مدير مشروع دراسات النوبة في تلك الفترة، كذلك صاحبتنا الباحثة النمساوية د. آن هوهنفارت لبعض الوقت، والتي كانت منشغلة بدراسات لغوية وفولكلورية في بلدة الدر.
بعد أن خلصنا من مشكلة تحديد الوقت ووسيلة الانتقال بدأت حمى السفر تجتاحنا، ودخلنا في تفاصيل دقيقة، ماذا نأخذ معنا؟ ماذا نحتاج إليه في هذه الرحلة الطويلة؟
الملابس يجب أن تكون خفيفة مريحة وعملية تتحمل السفر، وتساعد على تحمل الحر والرطوبة، فسنمضي ساعات وساعات وسط مياه النهر، بالنسبة لرياض كانت البنطلونات التيل والفانلات القطنية سهلة الغسل والتجفيف، وبالنسبة لكوثر كانت الجونلات الواسعة والبلوزات القطنية، أو الفستان الواسع من أجل حرية الحركة دون اختناق، الأحذية كانت أحذية باتا الكاوتشوكية الخفيفة، وسهلة التنظيف بالغسل في الماء، هذا فضلا عن أغطية خفيفة تجنبا للذعة البرد في الفجر.
ما هي الأطعمة التي نأخذها معنا؟ وما هي أدوات الطهي والمائدة المناسبة للرحلة؟ بطبيعة الحال كان اعتمادنا الأساسي على الأطعمة المعلبة من خضراوات وبعض الفواكه المعلبة والليمون،
1
واعتمدنا على شراء بعض الخضراوات الطازجة، وربما لحوم من النواحي المختلفة التي نرسو فيها، وكذلك تجهزنا بعقاقير وأدوية أساسية.
2
وحول التجهيزات العلمية، كان هناك إعداد آلات التصوير التي لدينا للتصوير الملون في شرائح والتصوير العادي «أسود/أبيض» والعدسات المقربة، وتلك واسعة الزوايا، ومرشحات الضوء وآلة تصوير سينمائي 16ملم، وشراء الأفلام المناسبة للجو القائظ، وآلة التسجيل الصوتي والشرائط والبطاريات اللازمة لها، ولم يكن يعرف في ذلك الوقت التصوير بالفيديو الذي يغني عن كثير من هذه الآلات، وكذلك لم تكن عدسات «الزووم» والكاميرات الأوتوماتيكية متاحة، وباختصار كان التصوير يعتمد على المهارة الشخصية والسرعة مع الدقة في التصويب، وهو ما كان يؤدي إلى بعض الفاقد في الأفلام وفي اللقطات النادرة، خصوصا أثناء الحركة.
خريطة (1): بعض المظاهر الطبوغرافية للنوبة.
Shafi da ba'a sani ba
وبعد انتهاء الاستعدادات تركنا ابنتنا عايدة عند جدها وسافرنا إلى أسوان بقطار النوم المسائي، ولم تكن الرحلة مريحة؛ فقد كانت غرفتنا فوق عجلات القطار، لذا كانت الأصوات عالية والقطار كثير الاهتزاز، والخوف من السقوط لمن في السرير العلوي جعل النوم متقطعا، تغلبنا عليه ببعض الضحك. وصلنا أسوان الواحدة والنصف بعد الظهر نتيجة للتأخير في بعض الأماكن من المسافة الطويلة بين القاهرة وأسوان، واتجهنا إلى فندق جراند أوتيل للراحة قليلا قبل معاودة التأكد من استكمال كل المتطلبات، وذهبنا إلى مبنى إدارة شركة «هوختيف»، وقابلنا الهر رايدر، الذي أبدى استعداده لنقلنا على المركب «عمدا» إلى حيث نريد قبل كلابشة، وعلمنا أن «عمدا» سيبحر صباح اليوم التالي.
وعلى الفور قسمنا العمل بيننا؛ كوثر ذهبت إلى السوق مع سيدة أسوانية لاستكمال النقص في المؤن، وخاصة معلبات اللحم والخضروات والفواكه الطازجة، وخاصة الليمون الحلو الذي ظهر أنه أكثر الفواكه مقاومة للجفاف، ويظل محتفظا بعصارته المفيدة، وكذلك اشترت الخبز وأدخلته أحد الأفران لتقدده كي يعيش فترة أطول، وبعض الحلوى وهدايا لأطفال النوبة والنساء، وموقد الكيروسين.
أما رياض وأسعد فقد اتجها لشراء البنزين اللازم للرحلة مع زيت الموتور، وقد اشتريا 68 صفيحة بنزين ومثلها من الزيت. ولما كان اللنش صغيرا لا يحتمل هذه الحمولة الثقيلة، فقد حاولا نقلها بواسطة «البوستة» - أي الباخرة الأسبوعية - لكن إدارة هذه البواخر رفضت؛ لأنه ممنوع نقل المواد الملتهبة بها، وأخذا يبحثان عن مركب «دلتا» - أي الصنادل التي تمخر النهر حتى حلفا - ووفقا في العثور على واحد اسمه «بيومي» سوف يغادر إلى النوبة صبيحة اليوم التالي، وكانت الساعة قد بلغت التاسعة مساء، وأخذ رياض يسأل عن ريس الدلتا حتى عثر عليه، واتفق معه على نقل صفائح البنزين والزيت، وإنزال عدد منها أمانة عند وكيل البريد في عمديات كلابشة وقرشة وسيالة والمالكي والدر وتوشكى وبلانة، في كل محطة ينزل تسع صفائح، عدا كلابشة ستا، ونقلنا البنزين إلى المركب. أتحفنا الريس والمراكبية فوق الأجر لمزيد من الاهتمام بالنقل والتوزيع، أما باقي البنزين فقد أخذناه معنا إلى السفينة «عمدا» التي ستنقلنا إلى حيث يرسو قارب الجامعة الأمريكية، وكان لا بد من إحضار تصريح بنقل الوقود من أحد المكاتب الحكومية - نسينا اسمها الآن - وتم كل شيء حوالي الحادية عشرة والنصف مساء، وفي منتصف الليل تقريبا جلسنا في الحديقة المطلة على النيل؛ نستجمع أنفسنا مع فناجين الشاي بعد المجهود البدني والعصبي طيلة ما بعد الظهر.
وللتعرف على أسعار ذلك الزمان إلى القارئ البيان الآتي :
القطار من القاهرة إلى أسوان:
5,37 جنيه تذكرة درجة ثانية نوم، و8,695 جنيه درجة أولى.
الانتقال بالطائرة من القاهرة إلى أسوان:
960 قرش طريق واحد، 17 جنيه و20 قرشا تذكرة بالعودة إلى القاهرة مكتب مصر للطيران بالفندق، ويتولى أتوبيس الشركة نقل الركاب من وإلى المطار.
باخرة «البوستة» في النوبة:
قرش صاغ واحد عن الكيلومتر بالدرجة الأولى، ونصف القرش بالدرجة الثانية، وبالتالي فإن قيمة التذكرة من أسوان إلى حلفا كانت 340 قرشا للدرجة الأولى، وإلى سيالة 130 قرشا ... إلخ، ويضاف إلى ذلك جنيها واحدا قيمة ثلاث وجبات - طعام أوربي كامل - بشرط الحجز مقدما.
Shafi da ba'a sani ba
فندق جراند أوتيل بأسوان:
غرفة بسرير واحد بدون حمام 85 قرشا لليوم مع الإفطار، و170 قرشا مع ثلاث وجبات.
غرفة بسريرين بدون حمام 170 قرشا لليوم مع الإفطار، و320 قرشا مع ثلاث وجبات.
غرفة بسرير واحد مع حمام 135 قرشا لليوم مع الإفطار، و200 قرشا مع ثلاث وجبات.
غرفة بسريرين مع حمام 230 قرشا لليوم مع الإفطار، و380 قرشا مع ثلاث وجبات.
الإفطار للفرد 15 قرشا، الغداء 45 قرشا، العشاء 50 قرشا.
في حالة الاستراحة في الفندق - دون مبيت: حجرة بسرير بدون حمام 40 قرشا، ومع حمام 60 قرشا.
التاكسي:
من محطة أسوان إلى فندق جراند أوتيل - حوالي عشر دقائق - عشرة قروش.
من جراند أوتيل إلى محطة الشلال - بداية باخرة البوستة - حوالي نصف ساعة؛ 80 قرشا.
Shafi da ba'a sani ba
فأين أسعار زمان من الأسعار الحالية حتى مع ملاحظة فروق الرواتب منذ ثلث قرن.
جدول 1-1: جدول للمسافات بين الشلال وعمديات النوبة المصرية «بالنهر».
العمدية
المسافة كم
دهميت
30
أمبركاب
45
كلابشة
50
Shafi da ba'a sani ba
خور رحمة
55
أبوهور
60
مرواو
70
مارية
80
قرشة وجرف حسين
90
Shafi da ba'a sani ba
الدكة
105
العلاقى
110
قورتة
115
محرقة
120
سيالة
130
Shafi da ba'a sani ba
مضيق شرق
140
مضيق غرب
145
السبوع
160
وادي العرب
165
المالكي
175
Shafi da ba'a sani ba
كورسكو
190
أبو حنضل
205
الديوان
210
الدر
215
توماس
220
Shafi da ba'a sani ba