الانشراح مستدرة فيها صورة سيدنا عيسى عليه السلام وإذا كان في حال الصلاة التي هي فرض على كل مكلف مرة كل يوم الأحد ، وبعض أيام المواسم وبعد أن يقرأ الإنجيل ما يناسب لذلك اليوم لأن كل يوم له جزء معروف من الإنجيل لأنهم قسموا الإنجيل كله ثلاثمائة وخمس وستين جزءا ، لكل يوم من السنة جزء. وبعد أن يقرأ الإمام الجزء لذلك اليوم ، وعند قراءته من الكتاب تكون جميع الناس قائمين عريانين الرءوس ، ثم يأخذ القسيس القرصة ويرفعها فوق رأسه ليراها المأمومون ، ويقول كلاما معناه : «هذا هو جسدي» ، وهي كلمة مأخوذة من الإنجيل ، لأن فيه أن سيدنا عيسى عليه السلام قال للحواريين وهو بخبز في يده : هذا هو جسدي ، وقال لهم على الخمر : هذا هو دمي ، وإذا رفع الخمر في كأس فوق رأسه فيقول : هذا هو دمي ، ويجعل القرصة في الخمر لترطب قليلا ثم يأكلها ، ثم يشرب الخمر كله ، ثم يرجع بوجهه إلى الناس ويقول لهم : انصرفوا ، فقد أتمت الصلاة. ولا يتوضأ أحد ولا يغتسل أبدا ، بل هم متنجسون ظاهرا وباطنا. أما في الباطن فباعتقادهم الشرك ، والباطل في الجانب الأعلى وفي أجسادهم وما يلبسونه كله ، وإذا كان للمصلي كلب أو كلاب فيسبقونه للكنيسة ولا يردها أحد. وفيها أصنام مصنوعة من خشب ، والحيطان بالصور ، ولا يدفنون الموتى إلا في الكنايس ، وإذا كان الإمام في أثناء الصلاة فيضربون آلات الزمر المسمى بأرغنش ، يشتمل على خمس وعشرين زمرة من نحاس أو معدن غيره ، وبعضا منها قدر الخشب. ومعلم يضربها ، ولها حس قوي ولذيذ للسمع ، وواحد يصوط (76) كيرا لكثرة ريح للمزامر. وقبل أن يتم الصلاة ينزل الإمام من المحراب لأنه مرتفع بدروج ، وبيده طرف حرير على طول ذراع ويمشي بين الرجال ويمد لهم الشقة يقبلونها ، وصبي وراءه بكأس الدراهم التي يعطونه وإذا فرغ من الرجال يدخل بين النسا ، وهن في غاية الزينة ، وكل واحدة تأخذ الشقة من يده ويقبلها ، ويعتقدون أن الإمام أعطاهم بذلك العافية ، ثم يعود إلى محرابه ، ويتم الصلوات كما تقدم.
وأما الإنجيل فقدرت فيه ستة وثلاثين حزبا من أحزاب القرآن. وقد ذكرت هذا كله. كما شاهدته ، ولتعلموا ما بين هذه عبادة الكافرين وعبادة المسلمين ، وأشكر
Shafi 60