إني نبض الحياة فيك، وروح الحب فيك، ونور الحكمة فيك، كن علينا أمينا، فهي الألوهية دينا ويقينا.
الرياض، في 1 كانون الثاني سنة 1923م (2) على رمل الإسكندرية
إيه أيتها الأمواج الخالدة، كم شاهدت من أمواج الإنسانية ومن بحورها الفانية
أمام عيونك الزرقاء، وفي ظل ابتسامتك الفضية، كم تبخر بحر ونضب، وكم تبددت تحت أقدامك موجة هادرة شامخة من أمواج الناس
على هذا الساحل الذهبي الجميل لعبت الملوك قديما أدوارها، فتغنت بها أرباب الفنون ورددت صداها ألسن الشعراء
بالقرب من صدى هديرك الهائل هاجت أمواجهم وماجت، فعادت إلى حيث لا يبلغ مدك ولا تبصر عيونك الرمل والصخور
عادت أمواج أنفسهم المضطربة إلى حيث لا نبع إلا نبعك الدافق من ميازيب ذهبية، في بساتين من النور الأزلي الروحاني
هناك نبعك أيتها الأمواج، وهناك أيضا نبع الإنسانية
لقد هجت قديما في صدر الإسكندر فجئت به إلى هنا ليبني لك هذه المدينة الزاهرة
لقد حملت أنطونيوس إليها ليطفئ لوعة غرامه
Shafi da ba'a sani ba