(بعثت بهَا جهد الْمقل معولا ... على مجدك الْأَعْلَى الَّذِي جلّ خيمه)
(وكلت بهَا همي وَصدق قريحتي ... فساعد فِي هَاء الروى وميمه)
(فَلَا تنسني يَا خير من وطىء الثرى ... فمثلك لَا ينسى لَدَيْهِ خديمه)
(عَلَيْك صَلَاة الله مَا در شارق ... وَمَا راق من وَجه الصَّباح وسيمه)
إِلَى رَسُول الْحق، إِلَى كَافَّة الْخلق، وغمام الرَّحْمَة، الصَّادِق الْبَرْق، والحايز فِي ميدان اصطفاء الرَّحْمَن، قصب السَّبق، خَاتم الْأَنْبِيَاء، وَإِمَام الْمَلَائِكَة السَّمَاء، وَمن وَجَبت لَهُ النُّبُوَّة، وآدَم بَين الطين وَالْمَاء، شَفِيع أَرْبَاب الذُّنُوب، وطبيب أدواء الْقُلُوب، ووسيلة الْخلق إِلَى علام الغيوب، نَبِي الْهدى، الَّذِي طهر قلبه، وَغفر ذَنبه، وَختم بِهِ الرسَالَة ربه، وَجرى فِي النُّفُوس مجْرى الأنفاس حبه، المشفع يَوْم الْعرض، الْمَحْمُود فِي ملأالسموات وَالْأَرْض، صَاحب اللِّوَاء المنشور، والمؤتمن على سر الْكتاب المسطور، ومخرج النَّاس من الظُّلُمَات إِلَى النُّور، الْمُؤَيد بكفاية الله وعصمته، [الموفور حَظه من عنايته وحرمته]، الظل الخفاق على أمته، من لَو حازت الشَّمْس بعض كَمَاله، مَا عدمت إشراقا، أَو كَانَت للآباء رَحْمَة قلبه، ذَابَتْ [نُفُوسهم] إشفاقا، فآيته الْكَوْن وَمَعْنَاهُ، وسر الْوُجُود، الَّذِي يبهر الْوُجُود سناه، وصفى حَضْرَة الْقُدس، الَّذِي لَا ينَام قلبه إِذا نَامَتْ عَيناهُ. البشير الَّذِي سبقت لَهُ الْبُشْرَى، وَرَأى من آيَات ربه الْكُبْرَى، وَنزل فِيهِ سُبْحَانَ الَّذِي أسرى. الْأَنْوَار من عنصر نوره مستمدة، والْآثَار [تخلق و] آثاره مستجدة. من طوى بِسَاط الْوَحْي لفقده، وسد بَاب [النُّبُوَّة والرسالة] من بعده. وأوتي جَوَامِع الْكَلم، فوقفت البلغاء حسرى دون حَده، الَّذِي انْتقل
1 / 57