وَمَا استلحق من بعد الأوبة، وَبعد أَن أظهر الدَّهْر التَّوْبَة، وَلَو سلم جمه، لزخر يمه بِمَا يلْزم حَمده أَو ذمه، وَيتَوَجَّهُ إِلَى الإجادة أَو ضدها مامه، فالإكثار مَظَنَّة السقط، وطرق السَّهْو والغلط، من لَوَازِم اللَّغط، إِذْ كنت قد تعدد عَن الدولة النصرية إملاءي، وَتردد فِي مناضلة أضدادها ومجاملة أولى ودادها، إمراري وإحلاءي مِمَّا تنوء مَفَاتِيح كنوزه، بالعصبة أولى الْقُوَّة، وتضيق منصات محافله عَن مَوَاقِف عقايله المجلوة. فرضيت مِنْهَا بِمَا حضر مُضْطَرّا، وقنعت بِالَّذِي تيَسّر، إِذْ أَصبَحت قانعا معترا، وأثبته فِي الأوراق من بعد الِافْتِرَاق حفيا [برا]، وَإِن لم أكن بِهِ مغترا. وأنى لمثلي من بعد الْبيَاض بأزهار الرياض، وعَلى مُشَاورَة الارتياض، بارتشاف تِلْكَ الْحِيَاض. فقد كَانَ أولى بى الإضراب عَمَّا زوره السراب، والاقتراب إِلَى من تنَال بِقُرْبِهِ الأراب، قبل أَن يستأثر بعده الْجَوَارِح المعارة التُّرَاب، والإطلال على الطية والإشراف، وخلط الِافْتِرَاق بالاعتراف، والسداد بالإسراف، فجَاء مَوْضُوعه ميدان أغراض، وموقف نزاع وتراض، كم تضمن من مثير اعْتِبَار، ومشير إِلَى أَخْبَار، وذم للدهر جَبَّار، وضراعة جَبَّار، وظفر صبار، وَأمر كبار، وآداب تستفز السَّامع، وتشنف دررها المسامع. فَسئلَ الَّذِي حرك بِهِ عذبة اللِّسَان، أَن يتغمد سَيِّئَة بِالْإِحْسَانِ، وَالَّذِي بَث داعيتها فِي الْجنان، المغرى بدلالتها خدمَة الْبَيَان، أَن يكن
1 / 19