152

Furen Littafi

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Bincike

محمد عبد الله عنان

Mai Buga Littafi

مكتبة الخانجي

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٩٨٠م

Inda aka buga

القاهرة

رهائنهم. هَذَا بعد أَن جهر الْمُنَادِي، بعقر الْأَشْجَار، وانتساف تِلْكَ الأقطار، [فأمسى الجناب الْأَخْضَر، لَا يظل ضاحيا وَلَا يقل فراشا هافيا] . وتناولت الأقواس جراثيم الْعقار فعقرتها، وقرأت أَلْسِنَة النَّار سُورَة التِّين وَالزَّيْتُون فجرفتها، وحالت أَيدي الْبَوَار، واستؤصلت عاديات الْأَشْجَار، وفجع بخندق الْجنَّة أهل النَّار، وَطَاف عَلَيْهَا طايف من الله، وأصبحت كالصريم، وطلعت عَلَيْهَا بالصليم، لكتاد غرَّة الْيَوْم العصيب، وتقاسمت الْأَيْدِي تخريب أسوارها، فهشمت أَسْنَان الشرفات، وجدعت آناف الأبراج المشرفات، فَهِيَ الْيَوْم اليباب البلقع، ووهيها الوهي الَّذِي لَا يرقع. وَاتفقَ من تَمام الصنع أَن تلاحق بمحلتنا عَلَيْهَا وَزِير السُّلْطَان صَاحب قشتالة، فِي كَتِيبَة خشنة من قومه، وعددهم من أَتْبَاعه، مستجيرا بِنَا من مُطَالبَة سُلْطَانه، طارحا نَفسه علينا، فِي تكفل أَمَانه، فَرَأى من وفور محلات الْمُسلمين مَا بلد فكره، وحير لحظه، وَشَاهد من عَظِيم أَثَرهم فِي الْبَلَد المستباح، الَّذِي دمروه، وَعدد من استرقوه وأسروه، مَا ضاعف حسرته، وأذرف عبرته. فَكَانَ ذالك طرازا على الْحلَّة السيراء، وتماما للنعمة النعمى، وأملا فِي ظُهُور الدّين، وَالْحَمْد لله تكيف وتأتى. وقفلنا بِالْمُسْلِمين، هنأهم الله بِمَا وهبهم وَقد وسم وُجُوههم الاستبشار، وحلل قِتَالهمْ فِي سَبِيل الله النَّقْع للثار، وَقد فجعوا الْكفْر بِأم من أَمَاتَهُ، وكرسي الْملك مُسْتَقل بذاتة، وتركوها أوحش من القفر، وأخلى من جَوف الْقَبْر، مرصوفة السكَك بالجثث والأشلاء، مظللة بأعنان تبلغ أعنان السَّمَاء، مرفرفة فَوْقهَا عصايب القشاعم، متزاحمة على شعابها ونقابها الضباع الصرامح، والعواسل والكواسر، قد شاه مرآها الْجَمِيل، وأوحش

1 / 168