Furen Littafi
ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
Editsa
محمد عبد الله عنان
Mai Buga Littafi
مكتبة الخانجي
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٩٨٠م
Inda aka buga
القاهرة
الزعزع من بعد الإعصار، وَأصْبح من استظهر بِهِ من الأشياع وَالْأَنْصَار، يخربون بُيُوتهم بِأَيْدِيهِم، وأيدي الْمُؤمنِينَ، فاعتبروا يَا أولي الْأَبْصَار، وولوا بِهِ يحثون التُّرَاب من فَوق المفارق والترايب [ويخلطون تبر السيال الصعب بذوب الذوايب]، قد لبسوا المسوح حزنا، وَأَرْسلُوا الدُّمُوع مزنا، وشقوا جيوبهم أسفا، وأضرموا [قُلُوبهم] تلهفا، وَرَأَوا أَن حصن إستبونه لَا يَتَأَتَّى لَهُم بِهِ امْتنَاع، وَلَا يُمكنهُم لمن يرومه من الْمُسلمين دفاع، فَأَخَذُوهُ من سكانه، وَعَاد فِيهِ الْإِسْلَام إِلَى مَكَانَهُ، وَهُوَ مَا هُوَ من طيب الْبقْعَة، وانفساح الرقعة، وَلَو تمسك بِهِ الْعَدو، لَكَانَ ذَلِك الوطن بِسوء جواره مكدودا، والمسلك إِلَى الْجَبَل، عصمَة الله، مسدودا، فَكَانَ الصنع بِهِ طرازا [على عاتق] تِلْكَ الْحلَّة الضافية، ومزيدا لحسنى عارفة الله الوارفة، فَلَمَّا استجلينا غرَّة هَذَا الْفَتْح الهني، والمنح السّني، قابلناه بشكر الله تَعَالَى وحمده، وضرعنا إِلَيْهِ فِي صلَة نعمه، فَلَا نعْمَة إِلَّا من عِنْده، وَعلمنَا أَنه عنوان على يمن ملككم الْأَعْلَى، وعلامة على سعده، وَأثر نِيَّته لِلْإِسْلَامِ وَحسن قَصده، وفخر ذخره الله لأيامكم لَا نِهَايَة لحده، فَإِنَّكُم صرفتم وَجه عنايتكم إِلَى هَذَا الْقطر، على نأى الْمحل وَبعده، وَلم تشغلكم الشواغل عَن] إصْلَاح شانه] وأجزل رفده. وَأما الْبَلَد المحصور، فَظهر فِيهِ من عزمكم الأمضى، مَا صدق الآمال والظنون، وَشرح الصُّدُور وَأقر الْعُيُون، من حلَّة الْإِمْدَاد على الْخطر، وتعدد السابلة البحرية على هَذَا الوطن، وَتعذر الوطر، وَاخْتِلَاف الشواني الَّتِي تسري إِلَيْهِ سري الطيف، وتخلص سهامها إِلَى غَرَضه، بعد أَتَى وَكَيف،
1 / 144